-

رشيد طه: صوت الجزائر الذي أبهر العالم

(اخر تعديل 2025-09-12 17:11:26 )
بواسطة

يُعتبر المطرب الجزائري الراحل رشيد طه من أبرز الأصوات التي ساهمت في إثراء المشهد الموسيقي العربي والمغاربي. لقد نجح في دمج الموسيقى التقليدية بلمسة عصرية، مما جعله جسرًا بين ثقافتين وترك بصمة هامة على الساحة الموسيقية العالمية.
بارينيتي الحلقة 85

مسيرة فنية ملهمة

انطلقت مسيرة رشيد طه الفنية في بداية التسعينيات من فرنسا، واستمرت حتى وفاته في عام 2018. خلال هذه الرحلة، أصدر طه 15 ألبومًا غنائيًا، تتضمن مجموعة متنوعة من الأغاني التي غناها باللغتين العربية والفرنسية. استطاع من خلال أعماله الجمع بين الروح الشعبية الجزائرية وموسيقى الروك والبانك والراي، ما جعل العديد من أغانيه تحقق نجاحًا كبيرًا في كل من العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة. لقد أصبح طه رمزًا من رموز الفنانين المغاربيين الذين استطاعوا الوصول إلى العالمية.

"يا رايح".. الأغنية التي عانقت العالمية

تُعد أغنية "يا رايح وين مسافر" واحدة من أبرز الأعمال التي قدمها رشيد طه. هذه الأغنية، التي تعتبر نسخة معاصرة من العمل الكلاسيكي للراحل دحمان الحراشي، صدرت عام 1998 كجزء من ألبوم يحمل نفس الاسم. تم تصوير الفيديو كليب للأغنية في فرنسا بأسلوب عصري، مما أضفى عليها طابعًا جديدًا.

لم تقتصر نجاحات الأغنية على الجمهور العربي فحسب، بل تمكنت من دخول السوق الأوروبية بقوة، حيث احتل الألبوم المركز الـ52 في قائمة الألبومات في فرنسا. كما ساهمت الأغنية في الترويج لمدينة "دريم لاند" المصرية عبر رجل الأعمال أحمد بهجت، مما جعلها أيقونة فنية تحتفل بها الأجيال المتعاقبة.

"منفي".. صوت المقاومة

تشغل أغنية "منفي" مكانة خاصة في قلوب الجزائريين، حيث تُعرف أيضًا باسم "قولوا لأمي ما تبكيش". تعكس هذه الأغنية معاناة المنفيين والمقاومين الجزائريين الذين عانوا من التعذيب والنفي خلال فترة الاحتلال الفرنسي. لقد أهدى رشيد طه هذه الأغنية للمناضلين، مما جعلها رمزًا من رموز الذاكرة الوطنية، وتحظى بحضور قوي في الفعاليات السياسية والاجتماعية، إذ تمثل حلقة وصل بين النضال الشعبي والموسيقى كوسيلة للتعبير عن الهوية.

"Écoute-moi camarade".. تعاون موسيقي متميز

على الصعيد الأوروبي، قدم طه مجموعة من الأغاني المبتكرة، من بينها أغنية "Écoute-moi camarade" التي صدرت في ألبومه "ديوان 2" عام 2006. تمثل هذه الأغنية قدرة طه على الدمج بين الموسيقى المغاربية التقليدية والنغمات العالمية، حيث شارك فيها عازف الإيقاع المصري العالمي حسام رمزي، إلى جانب فرقة "كايرو سترينج". وقد لاقت الأغنية استحسانًا كبيرًا من النقاد والجمهور، مما يعكس مكانة طه كفنان يتجاوز الحدود ويجمع الثقافات.

إرث خالد

رحل رشيد طه في عام 2018 تاركًا وراءه إرثًا موسيقيًا غنيًا، يُعتبر جزءًا من الذاكرة الجماعية للعرب والمغاربيين في المهجر. برسالته الفنية، أثبت أن الموسيقى هي لغة عالمية تتجاوز الزمان والمكان. مع أغانيه الخالدة مثل "يا رايح"، و"منفي"، و"Écoute-moi camarade"، سيظل اسم رشيد طه حاضرًا كرمز لفنان تحدى الحدود وأوصل صوت الجزائر إلى المسارح العالمية.