عالم القراءة: شغف الكتاب والفنانين
زاوية "ماذا تقرأ؟"
تُعتبر زاوية "ماذا تقرأ؟" نافذة مميزة تسلط الضوء على عوالم القراءة التي يتفاعل معها الكتاب، المؤثرون، والفنانون. من خلال هذه الزاوية، نهدف إلى استكشاف الكتب التي تلهم هؤلاء الأفراد، كما نرصد اهتماماتهم الفكرية ونستعرض قصصهم حول شغفهم بالقراءة. هذه الزاوية ليست مجرد مساحة لتبادل الآراء حول الكتب، بل هي احتفاء بالقراءة كوسيلة تعزز الإبداع والتطور الشخصي والمهني.
علاقة إياد أبو الشامات بالقراءة
يعتبر الكاتب والفنان السوري إياد أبو الشامات أن علاقته بالقراءة تمثل جزءًا لا يتجزأ من تكوينه الفني والإنساني. فقد بدأت مسيرته مع الكتب في سن مبكرة واستمرت بلا انقطاع، حيث شكلت القراءة جزءًا أصيلاً من شخصيته ومصدرًا دائمًا للتعلم والتأمل. دعونا نستكشف معًا علاقته بالكتاب، وماذا يقرأ اليوم، ومن هم كتبه المفضلون، وما الذي يجذبه في عالم القراءة.
كيف ومتى بدأت علاقتك بالكتاب؟
بدأت علاقة إياد بالقراءة في سن الخامسة من خلال قصص الأطفال، حيث كان بارعًا في القراءة منذ صغره. في سن الثامنة، غاص في الأعمال الكاملة للكاتب غسان كنفاني. كانت الكتب تسليته الوحيدة في زمنٍ لم يكن يتيح خيارات ترفيهية كثيرة، خاصةً أنه كان طفلًا وحيدًا. لذا، قرأ كل ما وقع تحت يديه في مكتبة والديه. ومع بلوغه سن العاشرة، بدأ في استعارة الكتب من عمه الذي كان يمتلك مكتبة ضخمة، حيث قرأ لمؤلفين مثل مكسيم غوركي، غابرييل غارسيا ماركيز، وجبرا إبراهيم جبرا، وصولًا إلى تشيخوف الذي يعتبره الأقرب إلى قلبه. لقد استمرت علاقته مع الكتاب حتى يومنا هذا.
ماذا تقرأ اليوم؟
حاليًا، يقوم إياد بإعادة قراءة رواية "السراب" للكاتب الكبير نجيب محفوظ. فقد قرأ هذه الرواية منذ زمن بعيد وبدأت تفاصيلها تتلاشى من ذاكرته، لكن الأثر القوي الذي تركته لديه في قراءته الأولى كان دافعًا له للعودة إليها مجددًا.
ما الذي تتناوله هذه الرواية؟
تتناول رواية "السراب" سيرة شاب نشأ في بيئة خانقة فرضتها عليه أم متسلطة، في حين كان والده المنفصل عن العائلة غارقًا في ملذاته وغير مبالٍ بمصير أبنائه. هذا التسلط يعيق بطل الرواية عن الاندماج الطبيعي مع المجتمع، ويتفاقم الأمر بعد زواجه حيث يجد نفسه غير قادر على بناء علاقة زوجية سليمة. وعندما يكتشف لحظة وفاة زوجته أنها كانت تخونه، تمثل هذه اللحظة ذروة الرواية، وتدفعه إلى مواجهة نفسه والتغيير.
سيوف العرب الحلقة 11
لماذا اخترت هذه الرواية لقراءتها مجددًا؟
اخترت إعادة قراءة هذه الرواية بدافع الأثر العميق الذي تركته في نفسي عند قراءتها الأولى، وهو ما دفعني للعودة إليها بعد أن تلاشت بعض تفاصيلها من ذاكرتي.
من هو كاتبك المفضل؟
يعتبر أنطون تشيخوف الكاتب المفضل لدى إياد، وذلك بسبب كونه ممثلًا وابنًا للمسرح. الشخصيات التشيخوفية تمنح الممثل متعة خاصة عند أدائها، ولهذا امتزج إعجابه به كمؤلف أدبي وكاتب مسرحي. كما يستمتع بقراءة هرمان هسّه وميلان كونديرا، إذ تتجاوز رواياتهما مجرد السرد القصصي لتتناول مواضيع فلسفية تعكس هشاشة الإنسان والحياة والاغتراب والموت والحب والذاكرة والجسد والمنفى.
متى تقرأ؟
يقرأ إياد في أوقات مختلفة، حيث تجعل ضغوط الحياة اليومية من الصعب تخصيص وقت منتظم للقراءة، ولكنه غالبًا ما يخصص وقتًا للقراءة في الصباح.
أين تقرأ؟
أفضل مكان للقراءة بالنسبة له هو السرير، حيث يجد الراحة والهدوء اللازمين للتركيز.
هل من مجالات أو كتب معينة تجذبك؟
يفضل الروايات، بالإضافة إلى الكتب المتخصصة في تقنيات الكتابة والسينما، وكتب علم النفس والاجتماع. يعتبر نفسه تلميذًا بشكل مستمر، ويؤمن بفكرة التعلم الذاتي، خاصةً فيما يتعلق بمهنته ككاتب سيناريو.
بين الإلكتروني والورقي.. أيهما الأحب أو الأقرب إليك؟
على الرغم من سهولة الوصول إلى الكتب الإلكترونية، إلا أنه يفضل الكتاب الورقي، حيث يمنحه إحساسًا مختلفًا، ويشعره بأنه في علاقة حميمة مع الكتاب، كما أن ملمسه ورائحته جزء من تجربة القراءة التي يحبها.