غابة سمير يوسف: صراع الفطرة والتطور

رواية "غابة" للكاتب سمير يوسف: بين الفطرة والتطور

تقدم رواية "غابة" للكاتب والصحفي اللبناني سمير يوسف، سرداً ساخرًا ومشوقًا لصراعٍ عميق بين مفاهيم الفطرة والتطور، والطبيعة مقابل المدنية، والجمال مقابل التسليع. يبدو أن الرواية تلخص ما نادى به المفكر البريطاني تيري إيغلتون، الذي دعا إلى مواجهة اقتصاد الإنتاج المفرط الذي يسهم في اغتراب الإنسان ويجعل الحياة بلا معنى حقيقي.

شخصيات "غربة" تروي لنا حكايات مختلفة

رواية "غربة"، التي صدرت عن دار نوفل / هاشيت أنطوان، تمثل عملاً أدبيًا مميزًا في شكل "نوفيلا - رواية قصيرة"، حيث تمتد صفحاتها إلى 156 صفحة. يعبّر سمير يوسف في هذه الرواية عن أفكاره في عمل فني يتجاوز المألوف في الأدب العربي. تستعيد الرواية مشهدًا يخص الكاتب، حيث يتخيل والده وهو يحمل سلاح صيد قديم، مزخرف بدقة، قادم من عصر صناعي قد ولى. يراه يتقدم في سهلٍ مفتوح، وسط عاصفة ثلجية، ويتساءل إن كان يعتزم إطلاق النار أم أنه فقط يتقدم بحلمٍ في قلبه، يعبر من خلاله عن حبه للطبيعة.

يستعرض يوسف مشاعر الحب والتأمل، حيث كان والده الصياد الذي لم يطاوعه قلبه على القتل، بل فضل التمتع بالجمال. كان شاعراً في روحه، وإن لم يكتب، اكتفى برسم حروفه بالقصب والحبر الأسود.
شراب التوت الحلقة 103

قصة الرواية: مواجهة التقدم التكنولوجي

تدور أحداث رواية "غربة" في إحدى القرى الفرنسية الصغيرة، حيث يواجه رئيس بلديتها قرارًا لإنشاء بلدة تكنولوجية مشابهة لوادي السيليكون. يتصدى توماس، بطل الرواية، الذي يتمتع بشغف قوي للطبيعة وحنين إلى الماضي، لمحاولة تطوير هذا المشروع. يُخطط توماس ليوم "الحساب"، حيث يعد غالونات من البنزين وحزم من القش لإشعال النيران في البيوت والآلات، مما يؤدي إلى تحقيق مثير حول أفعاله.

نبذة عن الكاتب: سمير يوسف

سمير يوسف هو كاتب وصحفي لبناني ولد في عكار عام 1985. يكتب باللغتين العربية والفرنسية، وحقق نجاحًا مبكرًا بروايته الأولى "حروق الثلج" التي فازت بمنحة "آفاق". تعتبر "غابة" روايته الثانية، وقد حصل فيلمه القصير "بروكسل – بيروت" على جوائز عديدة في أوروبا، وتم اختياره ضمن أفضل أربعة أفلام قصيرة في مهرجان "Les Magritte du Cinéma" في بلجيكا عام 2020.