-

استنساخ الأغنام وتأثيراته البيئية

(اخر تعديل 2024-11-15 22:43:19 )
بواسطة

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية جدلاً متصاعدًا حول تداعيات استنساخ الأغنام، وذلك بعد أن قضت المحكمة بسجن رجل من ولاية مونتانا يُدعى آرثر شوبارث لمدة ستة أشهر بسبب استنساخه لنوع مهدد بالانقراض من الأغنام يُعرف بـ "ماركو بولو". هذه القضية أثارت مخاوف كبيرة بشأن التوازن البيئي، حيث يُخشى أن تؤدي الأنواع المستنسخة إلى الإضرار بالسلالات المحلية.

كيف بدأت القصة؟

وفقًا للوثائق القضائية، قام شوبارث بتهريب خروف من فصيلة "ماركو بولو" من قرغيزستان إلى الولايات المتحدة في عام 2015. بالتعاون مع مختبر متخصص، استنسخ هذا الخروف وأطلق عليه اسم "ملك جبال مونتانا". استخدم بعد ذلك السائل المنوي للخروف المستنسخ لتلقيح نعاج محلية، بهدف إنتاج نسل يحمل جينات "ماركو بولو". كان شوبارث يستهدف فئة من الصيادين الذين يدفعون مبالغ كبيرة للحصول على أغنام نادرة، حيث باع نسل الخروف المستنسخ بأسعار تصل إلى 10 آلاف دولار، مما أدى إلى تحقيقه أرباحًا ضخمة. لكن السلطات اكتشفت أنشطته غير القانونية وأوقفت عملياته.

نقل الخروف وحماية الحياة البرية

بعد إدانة شوبارث، قامت السلطات الأمريكية بنقل الخروف المستنسخ إلى منشأة في ولاية أوريغون، حيث تم عرضه لاحقًا في حديقة "روزاموند جيفورد" في نيويورك خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني. في نفس الوقت، لا يزال مصير الأغنام المستنسخة الأخرى غير معروف، مع وجود اتفاقيات تنص على عزلها وتعقيمها لمنع أي انتشار محتمل.

قلق بشأن انتشار الأغنام المستنسخة

تزايدت المطالبات بتشديد القوانين الأمريكية المتعلقة بشركات الاستنساخ، وذلك بعد تصاعد المخاوف من تأثير الأغنام المستنسخة على التنوع البيولوجي. يحذر الخبراء من أن هذه الأنواع قد تؤدي إلى انقراض السلالات المحلية، مما يمثل تهديدًا خطيرًا للتوازن البيئي.

سوابق قانونية مماثلة

لا تُعتبر هذه القضية الأولى من نوعها في الولايات المتحدة، ففي عام 2011، حُكم على رجل بدفع غرامة قدرها 1.5 مليون دولار بعد أن تم ضبطه وهو يستنسخ غزلان مهربة باستخدام حمض نووي قيمته مليون دولار. تُظهر قضية آرثر شوبارث ضرورة وضع تنظيمات واضحة لتقنيات الاستنساخ، لضمان حماية الأنواع المهددة بالانقراض من الاستغلال التجاري، حيث إن العواقب قد تكون وخيمة على النظام البيئي المحلي.


المدينة البعيدة مترجم الحلقة 2