-

تهديدات صامتة للعلاقات العاطفية

(اخر تعديل 2025-01-08 09:11:37 )
بواسطة

غالبًا ما تنتهي العلاقات العاطفية بشكل غير درامي، بل إنها تتلاشى تدريجيًا بسبب التفاصيل الصغيرة التي عادةً ما يتم تجاهلها. إن المشاعر التي تبقى مكبوتة، والتوقعات التي لا تتماشى مع الواقع تلعب دورًا كبيرًا في هذا الانهيار. الدكتور جيفري بيرنشتاين، المتخصص في علم النفس والعلاقات، يشير إلى أهمية فهم هذه الديناميكيات الخفية، مؤكدًا أن اتخاذ خطوات واعية لمعالجة هذه الأمور يمكن أن يكون له تأثير كبير على مسار العلاقة.

عوامل تؤدي إلى تدمير العلاقة بصمت

وفقًا للدكتور جيفري، هناك ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في قتل العلاقة بشكل غير مباشر:

1. الاستياء المتزايد

الاستياء هو ذلك العدو الخفي الذي ينمو بصمت في زوايا القلب، يتغذى على المشاعر غير المعلنة والمظالم المتراكمة. عندما يتسلل الاستياء إلى العلاقة، يبدأ في التأثير على عمق التواصل والثقة بين الشريكين. إذا لم يتم التعامل معه بصراحة ووضوح، فإنه يتحول إلى حاجز سام يعيق العلاقة، مما يؤدي إلى تباعد عاطفي وتوتر دائم.

يؤكد بيرنشتاين أن الحل يبدأ بعملية "تنقية الأجواء"، حيث يجب على الشريكين التحدث عن مشاعر الاستياء قبل أن تتحول إلى سم يهدد العلاقة.

2. الخوف من الصراع

الخوف من المواجهة يدفع العديد من الأشخاص إلى تجنب النقاش في الأمور المهمة، مما يؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية والإحباط بمرور الوقت. هذا التجنب لا يحل المشكلات بل يعزز من التوتر ويضعف التواصل بين الشريكين.

في غياب الحوار المفتوح، تتحول المشاعر المكبوتة إلى سلوكيات سلبية غير مباشرة، مما يزيد من تعقيد العلاقة ويعمق الفجوة العاطفية. يؤكد بيرنشتاين أن "الصراع الصحي هو جزء أساسي من النمو العاطفي"، وينبغي أن يكون النقاش البناء قائمًا على الشجاعة والوضوح. بدلاً من الهجوم، استخدم عبارات تبدأ بـ "أنا"، مثل: "أشعر بأنني غير مسموعة عندما تُرفض أفكاري. هل يمكننا الحديث عن ذلك؟"

3. التوقعات غير الواقعية

تسوق الأفلام والروايات لفكرة وجود توأم الروح المثالي الذي يلبي كل احتياجاتنا، لكن الحقيقة تختلف تمامًا. العلاقات الحقيقية معقدة، وتواجه تحديات وصعوبات مستمرة. عندما نعتمد على توقعات غير واقعية، فإن ذلك يؤدي إلى خيبة أمل متكررة وشعور دائم بعدم الرضا.

لتجنب ذلك، من الضروري أن يدرك الشريكان أن الكمال غير موجود، وأن نجاح العلاقة يعتمد على التفاهم المتبادل والقدرة على التكيف مع الاختلافات. ينصح بيرنشتاين بضرورة التعامل مع العلاقات بواقعية، بالتركيز على تقدير ما يقدمه الشريك بالفعل، وبتطوير علاقات أخرى مع الأصدقاء والعائلة لتلبية الاحتياجات التي قد لا يستطيع الشريك تلبيتها.
ليلى مدبلج الحلقة 81

ختامًا

إن الحب لا يتلاشى فجأة، بل ينزلق تدريجيًا تحت وطأة الكلمات غير المعلنة، والمخاوف المكتومة، والأعباء غير الواقعية. ولكن الأنباء السارة هي أن الوعي بهذه التهديدات يمنحنا فرصة لمواجهتها ومعالجتها، مما يعزز من فرص استمرارية العلاقة ونجاحها.