-

التجاهل المفاجئ وتأثيره في العلاقات

(اخر تعديل 2025-09-05 11:35:25 )
بواسطة

يعتبر التجاهل المفاجئ أحد أكثر أشكال الرفض قسوة في العلاقات الإنسانية. فلفجأة، تتوقف الرسائل، ويختفي الطرف الآخر دون أي كلمة وداع أو تفسير، وكأن العلاقة لم تكن موجودة من الأساس. هذه الظاهرة تُعرف اليوم بمصطلح الغوستينغ (Ghosting).

ومع تزايد استخدام تطبيقات المواعدة ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح هذا السلوك شائعًا بشكل متزايد، لكن أثره النفسي لا يزال يحمل تأثيرًا صادمًا. إذ يترك الشخص الذي تعرض له في حالة من الحيرة والألم، وربما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين.

أسباب تدفع للتجاهل حسب العلم

في مقال نشر على موقع Psychology Today بقلم الباحثة Janneke M. Schokkenbroek، تم تسليط الضوء على سبعة أسباب غير مُعلنة تجعل بعض الأشخاص يختارون الاختفاء بدلًا من المصارحة؛ بعضها أناني بينما يختبئ البعض الآخر خلف تبريرات تبدو "منطقية".

1. الراحة والسهولة

يعتبر الكثيرون أن التجاهل هو الحل الأسهل والأسرع لإنهاء العلاقة، كونه يتجنب المواجهة المباشرة أو الاعتذار الصريح. هذه الطريقة تعكس رغبة في تجنب المشاعر السلبية المرتبطة بالمناقشات الصعبة.

2. ضعف مهارات التواصل

تشير بعض الدراسات إلى أن هناك أشخاصًا يفتقرون إلى المهارات اللازمة لفتح حوار صريح، ما يدفعهم إلى اختيار الصمت والاختفاء كمهرب من مواجهة المشاعر أو الانتقادات.

3. فشل المحاولات السابقة

في بعض الأحيان، يكون الشخص قد حاول إنهاء العلاقة بطريقة مباشرة، لكن الطرف الآخر لم يتقبل ذلك. في هذه الحالة، يصبح التجاهل وسيلة "اضطرارية" للهروب من الموقف المحرج.

4. سلوك غير مرغوب من الطرف الآخر

في حالات معينة، يرتبط التجاهل بتصرفات مسيئة أو ضاغطة أو حتى تهديدات من الطرف الآخر، مما يجعل الشخص يعتبر التجاهل وسيلة لحماية نفسه من الأذى.
بارينيتي الحلقة 85

5. قِصر العلاقة وضعف الاستثمار فيها

يعتبر البعض أن التجاهل مبرر في العلاقات القصيرة أو السطحية، حيث يرون أنه لا داعي لتفسير عند الانسحاب، مما يعكس عدم الجدية في تلك العلاقات.

6. محاولة حماية مشاعر الطرف الآخر

قد يبدو الأمر متناقضًا، لكن بعض الأشخاص الذين يختفون يعتقدون أن الصمت أقل قسوة من قول "لا أريد الاستمرار معك"، حيث يظنون أنهم بذلك يخففون من وقع الرفض على الطرف الآخر.

7. الوضع العصري الجديد

مع انتشار تطبيقات المواعدة، أصبح التجاهل شبه "عادة اجتماعية"، مدعومًا بخصائص تقنية مثل خيار حذف التطابق أو إلغاء المتابعة بسهولة، مما يجعل الانسحاب أسهل من أي وقت مضى.

مهما كانت الدوافع وراء هذا السلوك، سواء كانت حماية النفس، ضعف مهارات التواصل، أو مجرد رغبة في الراحة، يبقى التجاهل سلوكًا قاسيًا يترك جروحًا غير مرئية في العلاقات الإنسانية. باستثناء الحالات التي ينطوي فيها الاستمرار على تهديد حقيقي للسلامة، يوصي الخبراء بمحاولة اعتماد الصراحة والوضوح بدلاً من الاختفاء. فالمصارحة، حتى لو كانت مؤلمة، تحفظ كرامة الطرفين وتمنع التبعات النفسية السلبية.