-

دعم المسنين وتخفيف شعور الوحدة

(اخر تعديل 2025-10-01 08:27:25 )
بواسطة

قد لا يشعر المسنّ بالوحدة لأنه يعيش بمفرده، بل لأنه يفتقر إلى شخص يستمع إليه، أو يشاركه تفاصيل يومه، أو يمنحه شعورًا بأن وجوده لا يزال له قيمة في العائلة. إن الوحدة التي يعاني منها كبار السن ليست مجرد فراغ عاطفي، بل تعتبر عامل خطر يؤثر بشكل مباشر على صحتهم الجسدية والنفسية.

تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن العزلة الاجتماعية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والخرف، إلى جانب بعض الأمراض المزمنة. لذا، فإن دعم المسنين في حياتنا يعد أمرًا ضروريًا وشديد الأهمية.

كيف ندعم المسنين في حياتنا؟

إن مسؤوليتنا تجاه أحبائنا الكبار لا تقتصر فقط على توفير الرعاية الصحية، بل تمتد لتشمل حماية قلوبهم من قسوة العزلة. إليك بعض الطرق الفعالة لدعمهم:

الإصغاء قبل أي شيء

أكثر ما يحتاجه كبار السن هو شخص يستمع إليهم بصدق. قد لا يكونون في بحث عن حلول لمشاكلهم، بل يبحثون عن من يمنحهم انتباهًا كاملاً، بلا استعجال أو مقاطعة. الإصغاء لهم يعزز شعورهم بأن وجودهم لا يزال له قيمة كبيرة.

خلق طقوس يومية مشتركة

يمكن أن تكون هذه الطقوس بسيطة مثل تناول فنجان من القهوة في الصباح، أو إجراء مكالمة قصيرة للاطمئنان، أو القيام بنزهة أسبوعية. هذه التفاصيل الصغيرة تُشعر المسنّ بأنه جزء من حياتنا اليومية، وليس مجرد ضيف يُذكر في المناسبات.

الاستفادة من التكنولوجيا

حتى لو كانت المسافات تمنعنا من اللقاء، فإن استخدام الفيديو كول أو الرسائل الصوتية يمكن أن يكسر الجدار بين الأجيال. تعليم المسنين كيفية استخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية يمنحهم وسيلة تواصل مستمرة، مما يجعلهم يشعرون بالقرب من أبنائهم وأحفادهم.

تشجيع العلاقات خارج الأسرة

على الرغم من أهمية العائلة، فإن وجود شبكة اجتماعية للمسنين يعزز شعورهم بالانتماء. يمكن تشجيعهم على الانضمام إلى أندية ثقافية، مجموعات هوايات، أو برامج تطوع تناسب أعمارهم. العلاقات المتنوعة تُثري حياتهم وتساعد في كسر الروتين.

منحهم دورًا فعّالًا

يشعر الكثير من المسنين أنهم أصبحوا عبئًا. لكن الحقيقة أن خبراتهم وحكمتهم تعتبر ثروة. إشراكهم في القرارات العائلية، وطلب آرائهم، أو استشارتهم في أمور الحياة يمكن أن يعيد إليهم شعور القيمة والدور.

في النهاية، ما يخشاه كبارنا ليس المرض بقدر ما يخشون أن تُنسى أسماؤهم وأصواتهم في زحمة الحياة. تجنب وحدتهم ليس مهمة مستحيلة، بل هو فعل حب متجدد يُترجم في كلمات بسيطة، مكالمات قصيرة، ووجود صادق. فالحب وحده كفيل بأن يضيء لياليهم ويمنحهم حياة أكثر دفئًا.
ليلى الحلقة 41