-

جبل تارانكي ماونغا يحصل على حقوق قانونية

(اخر تعديل 2025-01-30 20:11:33 )
بواسطة

لقد قامت نيوزيلندا بخطوة تاريخية بإعلانها منح جبل "تارانكي ماونغا" صفة "الشخصية الاعتبارية". هذا القرار لا يقتصر فقط على منح الجبل حقوقًا قانونية، بل يضفي عليه مسؤوليات مشابهة لتلك التي يتمتع بها الأفراد وفقًا للقانون. وهذا يعني أن الجبل، الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي لشعب الماوري، سيحظى بإحترام أكبر وحماية قانونية.

يُعتبر جبل "تارانكي ماونغا"، وهو جبل بركاني خامد مغطى بالثلوج، من المعالم الطبيعية البارزة في الجزيرة الشمالية لنيوزيلندا، حيث يصل ارتفاعه إلى 2518 مترًا. إنه يعد وجهة سياحية شهيرة، حيث يزور الآلاف من الناس الجبل سنويًا لممارسة رياضات المشي والتزلج.

تكريم للثقافة الماورية

هذا القرار يأتي في إطار جهود الحكومة النيوزيلندية لتعويض السكان الأصليين عن الأضرار التي لحقت بهم عبر التاريخ. يُعتبر الجبل رمزًا قويًا لأجداد شعب الماوري في منطقة تارانكي، كما جاء في تقرير "الإندبندنت".

الاعتراف القانوني بالجبل يأتي بعد خطوات مماثلة سابقة، حيث تم الاعتراف بحقوق مجموعة من الأنهار والأراضي المقدسة، كنوع من التكفير عن الاستيلاء الذي تعرض له الماوري في العصور الاستعمارية.

حماية بيئية وثقافية

بموجب التشريعات الجديدة، تم إنشاء كيان قانوني يُعرف باسم "تي كاهوي توبوا" لتمثيل الجبل، الذي يُنظر إليه ككيان حي يتضمن القمم المحيطة به والأراضي المجاورة. هذه الخطوة تهدف لضمان إدارة مستدامة للجبل تحترم البعد الثقافي والبيئي.
رحلة لاكشمي 5 الحلقة 55

سيتم تشكيل مجلس يتكون من أربعة ممثلين عن قبائل الماوري، بالإضافة إلى أربعة آخرين تعينهم وزارة البيئة، وذلك لضمان إدارة متوازنة للجبل بما يتماشى مع قيم وثقافة شعب الماوري.

صراع طويل من أجل الحقوق

عانى شعب الماوري لفترات طويلة من سياسات الاستعمار، حيث تم مصادرة أراضيهم في فترات زمنية مختلفة. في عام 1770، أطلق المستكشف البريطاني جيمس كوك اسم "ماونت إغمونت" على الجبل، وبعد ذلك بفترة قصيرة، تم الاستيلاء عليه بشكل رسمي في عام 1865 كجزء من العقوبات المفروضة على الماوري بعد انتفاضتهم ضد التاج البريطاني. خلال العقود التالية، كانت الجمعيات الرياضية والسياحية تدير الجبل، مما حرم السكان الأصليين من أي دور أو تأثير في إدارة هذه الأرض المقدسة.

نهضة حقوق الماوري

شهدت نيوزيلندا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي موجة من الاعتراف بحقوق الماوري، مما أدى إلى إدماج ثقافتهم ولغتهم في القوانين المحلية. إن منح جبل "تارانكي ماونغا" صفة الشخصية الاعتبارية يمثل خطوة جديدة في مسار تصحيح المظالم التاريخية، حيث يعكس الاعتراف بالمكانة الروحية والثقافية التي يحتلها الجبل في وجدان الماوري.