تحدي "75 Hard": رحلة نحو تحسين الذات
في عصر التكنولوجيا الحديثة، يشهد العالم الرقمي اليوم ظاهرة مثيرة تحمل اسم "75 Hard". هذا التحدي لم يعد مجرد تجربة فردية، بل تحول إلى حركة اجتماعية تُلهم الملايين عبر منصة تيك توك، حيث تناقل المستخدمون تجاربهم وأفكارهم حوله.
على الرغم من أن التحدي يتطلب التزامًا صارمًا بقواعد محددة، إلا أنه أثبت فعاليته في تحفيز الكثيرين على تحسين لياقتهم البدنية وتبني عادات جديدة. ومع ذلك، فقد أثار هذا التحدي جدلاً واسعًا حول مدى جدواه وتأثيره على الصحة الجسدية والعقلية.
القواعد الأساسية لتحدي "75 Hard"
وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، يتطلب تحدي "75 Hard" من المشاركين الالتزام بخطة يومية صارمة تدوم لمدة 75 يومًا متواصلة، وتتضمن القواعد التالية:
- اتباع نظام غذائي صحي خالٍ من الوجبات السريعة والكحول.
- أداء تمرينين يوميًا، كل منهما لمدة 45 دقيقة، مع ضرورة ممارسة أحدهما في الهواء الطلق.
- شرب أكثر من ثلاثة لترات من الماء يوميًا.
- قراءة 10 صفحات يوميًا من كتاب غير خيالي.
- التقاط صورة يومية لتوثيق التقدم.
رغم أن هذه القواعد تبدو بسيطة وسهلة، إلا أن تنفيذها يتطلب مستوى عالٍ من الانضباط الشخصي، مما جعل هذا التحدي يُعرف بإمكانيته في اختبار القوة العقلية للمشاركين.
تجارب المشاركين مع "75 Hard"
ديفامشا جونبوت، التي تبلغ من العمر 29 عامًا، أكملت التحدي أثناء عملها بدوام كامل في إدنبرة. تصف تجربتها بأنها كانت صعبة، خاصة بسبب الطقس البارد الذي أجبرها على ممارسة الرياضة في الخارج.
الطائر الرفراف الحلقة 90
تقول ديفامشا: "كان التحدي غير مريح، لكنه ساعدني على اكتساب عادات جديدة مثل ممارسة الرياضة بانتظام وتحسين علاقتي بالطعام."
أما صوفي ديكينز، البالغة من العمر 27 عامًا، فقد أكملت التحدي العام الماضي أثناء عملها كمساعد مدير في سينما بلندن. اختارت صوفي تعديل نظامها الغذائي لتتخلص من السكر المضاف وتتناول السكريات الطبيعية فقط.
ورغم الصعوبة، لاحظت صوفي تأثيرًا إيجابيًا على طريقة تفكيرها، قائلة: "الأعذار والشكوك حول قدرتي على الالتزام أصبحت من الماضي."
آراء الخبراء في تحدي "75 Hard"
يرى خبراء اللياقة البدنية مثل تانا فون زيتزويتز أن التحدي قد يكون صعبًا للغاية لبعض الأفراد، مشيرةً إلى أنه يتطلب التزامًا كبيرًا ووقتًا إضافيًا.
وتضيف تانا: "يمكن للأفراد الاستفادة من عناصر معينة في التحدي مثل ممارسة التمارين اليومية وشرب المزيد من الماء، دون الحاجة إلى الالتزام الكامل بالقواعد الصارمة."
من جهته، يشير الدكتور سام وايتمان، طبيب عام في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، إلى أن التحدي لم يُدرس علميًا، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان يقدم فوائد صحية أكبر مقارنة بالأنشطة البدنية التقليدية مثل زيارة الصالة الرياضية ثلاث مرات أسبوعيًا.
يقول: "إذا كان التحدي يحفز النشاط البدني، فهذا أمر جيد، لكن لا يمكن اعتباره الخيار الأفضل أو الوحيد لتحسين الصحة."
إيجابيات وسلبيات تحدي "75 Hard"
الإيجابيات
- تحسين الانضباط الذاتي.
- تعزيز العادات الصحية مثل القراءة وممارسة الرياضة.
- تشجيع التفاعل الإيجابي على منصات التواصل الاجتماعي.
السلبيات
- يتطلب التزامًا زمنيًا كبيرًا.
- قد يكون صارمًا جدًا للبعض، مما يؤدي إلى ضغوط نفسية أو بدنية.
- غياب الإرشادات الغذائية الدقيقة قد يؤدي إلى نتائج غير متوازنة.