ذكرى رحيل الفنان صلاح ذو الفقار
في يوم الأحد الموافق 22 ديسمبر، نحتفل بذكرى رحيل الفنان المصري صلاح ذو الفقار، الذي يُعتبر أحد أعمدة السينما المصرية. لقد سطع نجمه لثلاثة عقود كاملة، تاركاً وراءه إرثاً فنياً لا يُنسى، حتى بعد مرور 32 عاماً على رحيله.
من ضابط شرطة إلى نجم سينمائي
وُلِد صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار في 18 يناير 1926، في مدينة المحلة الكبرى. نشأ في أسرة عسكرية حيث كان والده من كبار رجال وزارة الداخلية. على الرغم من تفوقه الدراسي وحصوله على بطولة كأس الملك في الملاكمة عام 1947، اختار أن يسير على نهج والده ويصبح ضابطاً في الشرطة. التحق بأكاديمية الشرطة في الإسكندرية، متأثراً برغبة والده في أن يصبح طبيباً، لكن قلبه كان يميل إلى العمل الشرطي. بعد تخرجه عام 1946، بدأ مسيرته المهنية في مصلحة السجون ثم انتقل إلى أكاديمية الشرطة حيث شغل منصب مدرس حتى عام 1957.
التحول إلى الفن.. خطوة جريئة
بدأت رحلة صلاح ذو الفقار الفنية عندما أقنعه شقيقه، المخرج عز الدين ذو الفقار، بالتمثيل. رغم مقاومته للفكرة في البداية، حصل على تصريح استثنائي للعمل في السينما، وظهر للمرة الأولى في فيلم "عيون سهرانة" عام 1956. سرعان ما لفت الأنظار بموهبته الفائقة في فيلم "رد قلبي" عام 1957، الذي كان نقطة انطلاقه نحو عالم الشهرة.
توالت نجاحات ذو الفقار السينمائية في الخمسينيات والستينيات وما بعدها، حيث شارك في أفلام شهيرة مثل "جميلة" (1958) و"مال ونساء" (1960). أصبح يُعرف بدوره كدنجوان السينما المصرية، حيث كان محبوباً بفضل أدائه المتميز في أفلام مثل "الحب كده" (1961) و"أنا وبناتي" (1961). كما قدم مجموعة من الأفلام الناجحة، مثل "إني أتهم" و"أغلى من حياتي" (1965)، وبدأ في التعاون مع نجمات مثل شادية وسعاد حسني، ليصبح واحداً من أبرز نجوم تلك الحقبة.
سنوات السبعينيات والثمانينيات.. ذروة العطاء الفني
استمر صلاح ذو الفقار في التألق خلال السبعينيات والثمانينيات، حيث قدم أدواراً متنوعة تحمل طابعاً مميزاً. ومن أبرز أعماله في تلك الفترة، فيلم "غروب وشروق" (1970) و"الوداع يا بونابارت" (1985). كما حصل على عدة جوائز تقديرية من الدولة تكريماً لعطائه الفني المتميز.
على الصعيد الشخصي، كان لصلاح ذو الفقار علاقات مميزة مع عدد من الشخصيات البارزة في مصر، ومن بينهم الرئيس الراحل أنور السادات، حيث كان يعمل ضابطاً في السجون أثناء فترة اعتقال السادات. كما تزوج عدة مرات، وأبرز زوجاته كانت زهرة العلا وشادية.
إرث فني خالد
رحل صلاح ذو الفقار عن عالمنا في 22 ديسمبر 1993، نتيجة نوبة قلبية مفاجئة، تاركاً خلفه إرثاً فنياً غنياً يُعبر عن تاريخه الحافل بالعطاء. وفي ذكرى مئوية السينما المصرية عام 1996، تم إدراج عشرة من أفلامه ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري، مما يعكس مكانته الرفيعة في تاريخ الفن المصري.
رائحة الصندوق الحلقة 40