-

حالة شاب بريطاني مع الأرق المستمر

(اخر تعديل 2025-08-24 01:11:23 )
بواسطة

يعاني شاب بريطاني يُدعى أوليفر ألفيس من حرمان شبه كامل من النوم، حيث استمرت معاناته لمدة تقارب العامين، في حالة غامضة لم يتمكن الأطباء حتى الآن من فهم أسبابها بشكل دقيق. هذه الحالة أثرت بشكل كبير على جوانب حياته المختلفة، فقد فقد عمله، وحياته الاجتماعية، وصحته النفسية والجسدية.

رحلة من سائق قطار إلى مريض بلا راحة

وفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كان أوليفر يعمل سابقًا كسائق قطار وحصل على رخصة طيران، ولكنه وجد نفسه فجأة محاصرًا في كابوس مستمر من اليقظة، دون أي إحساس بالنعاس أو الرغبة في النوم. يقول أوليفر: "لم يكن الأمر مجرد أرق، بل كان اختفاءً تامًا للنوم. لقد فقدت كل شيء تقريبًا، حتى نفسي."

تدهور الحياة الشخصية والعملية

مع استمرار حالته الغريبة، تدهورت حياة أوليفر بشكل كبير. فقد خسر منزله، وعمله، وانتهت علاقته العاطفية، وأصبح عاجزًا عن ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.

مقاومة كاملة للمهدئات والعقاقير

على الرغم من محاولاته العديدة للتغلب على حالته، لم تنجح حتى أقوى أنواع المهدئات والعقاقير الطبية في مساعدته على النوم. يقول أوليفر: "حتى بعد استخدام عقاقير التخدير التي تُستخدم في العمليات الجراحية، بقيت مستيقظًا بالكامل." كما خضع لتخطيط دماغي خلال هذه المحاولات، ولم تظهر أي إشارات على وجود نشاط نوم حقيقي.

أعراض مرهقة وعزلة تامة

خلال وصفه لوضعه، قال أوليفر إنه يشعر وكأنه يعيش داخل "درع حديدي" لا يستطيع الخروج منه. يعاني من ألم مستمر في المفاصل والعضلات، وتشوش في الرؤية، وفقدان التوازن، وعدم القدرة على المشي بشكل طبيعي. يقول: "لا شيء يمنحني أي متعة. لم أعد أتعرف على نفسي. وكأنني محاصر في جسدي."

رأي الطب: حالة أقرب إلى اللغز

البروفيسور غاي ليشزينر، استشاري اضطرابات النوم، أوضح أن ما يعاني منه أوليفر قد يكون أقرب إلى حالة تُعرف بـ"الأرق المتناقض" (Paradoxical Insomnia)، حيث يعتقد المريض أنه لم ينم رغم أن أجهزة تتبع النوم تشير إلى وجود فترات نوم، حتى وإن كانت خفيفة أو غير عميقة. ومع ذلك، أضاف: "إذا كان كلامه دقيقًا، ولم يحصل فعلًا على نوم حقيقي لمدة عامين، فهذه حالة طبية فريدة وغير مسبوقة."

أوليفر يرفض التشخيص الشائع

أوليفر يرفض تمامًا فكرة أن حالته هي مجرد "وهم أرق"، ويؤكد على أن جسده لا يدخل أبدًا في حالة راحة، حتى تحت التخدير العميق. يقول: "أنا أعلم جسدي. لا يوجد لحظة واحدة من فقدان الوعي. حتى تحت أقوى الأدوية، لا أشعر بالراحة ولو للحظة."
السعادة العائلية الحلقة 9

بحث دولي لفك اللغز

مع عجز الأطباء المحليين عن مساعدته، بدأ أوليفر في التواصل مع مراكز طبية في جميع أنحاء العالم، وأرسل تقاريره إلى جامعات في الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك جامعة ستانفورد، حيث يدرس فريق من الباحثين حالته عن بُعد.