-

رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة وأسبابه

(اخر تعديل 2025-09-06 09:19:27 )
بواسطة

تواجه العديد من الأمهات في بعض الأحيان صعوبات كبيرة في الصباح عندما يرفض أطفالهن ارتداء الزي المدرسي، أو عندما يذرف الطفل الدموع أمام باب المنزل ويظهر مقاومة شديدة للذهاب إلى المدرسة. هذه اللحظات قد تكون محبطة للأهل، وتثير في نفوسهم القلق من احتمال وجود أسباب أعمق وراء هذا السلوك، تتجاوز مجرد "الدلال" أو "العناد" العابر.

قد يحدث رفض المدرسة في مراحل عمرية متعددة، وغالبًا ما ترتبط أسبابه بالجوانب النفسية أو الاجتماعية للطفل. لذا، فإن فهم هذه الأسباب والتعامل معها بطريقة هادئة ومدروسة هو المفتاح لتجاوز هذه الأزمة، دون أن تترك آثارًا سلبية على نفسية الطفل أو على علاقته بالتعلم.

ما الأسباب التي تجعل طفلي يرفض المدرسة؟

إليك بعض الأسباب المحتملة التي قد تدفع طفلك إلى رفض الذهاب إلى المدرسة:

القلق والانفصال عن الأهل

خاصة في السنوات الأولى من الدراسة، قد يشعر الطفل بقلق كبير عند الانفصال عن والديه، مما يجعله يرفض الذهاب إلى المدرسة خوفًا من أن يُترك وحيدًا. هذه المشاعر الطبيعية تحتاج إلى التعامل بعناية.

التعرض للتنمر أو المشكلات الاجتماعية

إذا كان الطفل يواجه صعوبات في تكوين صداقات، أو إذا كان يتعرض لمضايقات من زملائه، فإن المدرسة تصبح مكانًا مهددًا بالنسبة له، مما يجعله يرغب في الابتعاد عنها.

صعوبات التعلم

قد يكون رفض الطفل للذهاب إلى المدرسة محاولة للهروب من الإحراج الناجم عن عدم قدرته على مواكبة أقرانه في الدروس أو أداء الواجبات، مما يؤدي إلى شعوره بالفشل.

مشكلات مع المعلم

أحيانًا، قد يكون أسلوب المعلم صارمًا أو تفتقر العلاقات إلى التواصل الإيجابي، مما يجعل الطفل ينفر من الحصص الدراسية ويقاوم الذهاب إلى المدرسة.

كيفية التعامل مع رفض الطفل

إليك بعض الخطوات العملية التي يمكنك اتخاذها للتعامل مع رفض الطفل للذهاب إلى المدرسة:

الهدوء والإنصات

بدلاً من التوتر أو الضغط، اجلسي مع طفلك واستمعي له بعناية لفهم مشاعره الحقيقية. في بعض الأحيان، مجرد التعبير عن مشاعر الخوف يمكن أن يساعد في تقليل حدتها.

التدرج في الانفصال

إذا كان السبب هو القلق من الانفصال، يمكنك البدء بترك الطفل لفترات قصيرة، وزيادة الوقت تدريجيًا حتى يشعر بالاطمئنان.

التواصل مع المدرسة

من المهم التواصل مع المعلمين وإدارة المدرسة لفهم ما إذا كان هناك سبب محدد داخل الصف أو بين الزملاء يستدعي التدخل والتوجيه.

تعزيز الإيجابيات

ذكّري طفلك بالأنشطة التي يحبها في المدرسة، أو قدمي له مكافآت بسيطة عندما يذهب دون مقاومة، لتعزيز شعوره بالإيجابية تجاه المدرسة.

التأكد من عدم وجود مشكلة صحية

أحيانًا، يتظاهر الأطفال بآلام جسدية للهروب من المدرسة، لذا من المهم التأكد من عدم وجود مشاكل صحية فعلية تعيقهم.

متى يجب استشارة مختص؟

إذا استمر رفض الطفل للذهاب إلى المدرسة رغم محاولاتك، أو ظهرت عليه أعراض قلق شديدة مثل الأرق، فقدان الشهية، أو نوبات بكاء متكررة، فمن الأفضل استشارة مختص نفسي للأطفال. التدخل المبكر يمكن أن يمنع تفاقم المشكلة ويعيد للطفل شعوره بالأمان.

رفض الذهاب إلى المدرسة ليس مجرد "عناد"، بل هو رسالة من الطفل تحتاج إلى من يستمع إليها. بالتفهم والصبر، وبالتعاون مع المدرسة، يمكن تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه وبعائلته. يجب أن تبقى المدرسة بيئة آمنة ومحفزة، لا مصدراً للقلق والخوف.


ليلى مدبلج الحلقة 201