-

أزمات نقابة المهن الموسيقية مع الفنانين العرب

(اخر تعديل 2025-07-23 00:19:35 )
بواسطة

تلعب نقابة المهن الموسيقية دورًا محوريًا في تنظيم المجال الفني وحماية حقوق المطربين والموسيقيين في مصر. لكن، على الرغم من هذه الأهمية، لم تخلُ مسيرتها في السنوات الأخيرة من أزمات متكررة مع عدد من الفنانين العرب الذين يقدمون حفلاتهم على الأراضي المصرية. ومن بين هؤلاء الفنانين، نجد النجمة اللبنانية هيفاء وهبي، والسوبر ستار راغب علامة، بالإضافة إلى العديد من الأسماء اللامعة الأخرى. هذه الأزمات أثارت تساؤلات عديدة حول طبيعة العلاقة بين النقابة وهؤلاء النجوم، وحدود الالتزام بالقوانين مقابل الحفاظ على الانفتاح الفني.

أزمة هيفاء وهبي

بدأت أزمة هيفاء وهبي بصفة غير مباشرة، حيث نشبت خلافات مالية وإدارية بينها وبين مدير أعمالها السابق، خالد التهامي، الذي اتهمها لاحقًا بالإساءة إلى مصر. نتيجةً لذلك، تم إيقافها عن العمل لفترة. ومع تفاقم الخلاف، تطور الأمر إلى سجال علني استدعى تدخل نقابة المهن الموسيقية، والتي شهدت نزاعًا قانونيًا انتهى بانتصار هيفاء وهبي.

أزمة راغب علامة

تعرض الفنان راغب علامة لأزمة غير متوقعة بعد حفله الغنائي في الساحل الشمالي، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو له مع فتاة من الجمهور، مما أثار جدلًا واسعًا. اعتبر البعض أن هذا المقطع يمثل "تجاوزًا" بحق المرأة المصرية. وفي ضوء ذلك، أصدرت نقابة الموسيقيين، برئاسة الفنان مصطفى كامل، بيانًا تطلب فيه توضيحًا رسميًا من راغب، الذي استجاب سريعًا وأكد احترامه لمصر، مشيرًا إلى أن المقطع تم إخراجه عن سياقه. بعد محادثة هاتفية بينه وبين النقيب، تم الإعلان عن انتهاء الأزمة بطريقة ودية، حيث أكد راغب احترامه الكامل لقوانين النقابة والشعب المصري.

طارق الشناوي: غياب الحس السياسي

انتقد الناقد الفني طارق الشناوي الأداء المؤسسي لنقابة المهن الموسيقية، مؤكدًا أن قراراتها الأخيرة، مثل البيان الصادر ضد راغب علامة، تعكس حالة من التخبط وتظهر تراجعًا واضحًا في دورها الثقافي. الشناوي اعتبر أن هذه القرارات ليست مجرد إجراءات تنظيمية، بل تعكس غياب الحس السياسي والثقافي، وتمثل تهديدًا للهوية الفنية العربية.
آسر الحلقة 79

وأشار إلى أن الأسلوب الذي تم استخدامه في البيان، والذي قال: "لا نقبل في بلد أم كلثوم وعبد الحليم أن يحدث مثل ما رأيناه"، يقلل من قيمة الفن العربي غير المصري، ويؤدي إلى انفصال وجداني بين الشعوب. وأضاف أن النقابة، بدلًا من أن تكون جسرًا يربط مصر بالعالم العربي، باتت تتخذ مواقف انفعالية تؤثر سلبًا على صورة مصر الثقافية.

ختامًا، أكد الشناوي أن النقابة بحاجة إلى مراجعة شاملة، لكي تستعيد دورها التاريخي كحاضنة للفن والحرية والتنوع الثقافي، بدلاً من أن تكون منصة لإصدار بيانات تتسم بالصرامة والحدة.