تراجع إيرادات السينما الأمريكية وتأثيره
شهدت صالات السينما الأمريكية في نهاية الأسبوع المنصرم تراجعًا ملحوظًا في الإيرادات، مما ترك شركات الإنتاج في حالة من الإحباط، خاصةً مع اعتمادها على بعض الأفلام في سباق الجوائز. يأتي هذا التراجع في وقت لا تزال فيه دور العرض تكافح لاستعادة جمهورها بعد تداعيات جائحة كورونا.
خسائر فيلم One Battle After Another
يواجه فيلم One Battle After Another، من إخراج بول توماس أندرسون وبطولة ليوناردو دي كابريو، انتكاسة مالية رغم الإشادات الواسعة التي وصفته بـ"التحفة السينمائية". تم إنتاج الفيلم بميزانية تفوق 130 مليون دولار، بالإضافة إلى نحو 70 مليون دولار تكاليف الحملة الترويجية. ومع ذلك، لم يتمكن الفيلم من تحقيق الإيرادات المطلوبة لتعويض التكاليف، حيث يحتاج إلى أكثر من 300 مليون دولار للوصول إلى نقطة التعادل، بينما بلغت إيراداته العالمية حوالي 140 مليون دولار فقط.
تشير التقديرات في قطاع الإنتاج إلى أن خسائر الفيلم قد تصل إلى 100 مليون دولار، على الرغم من تأكيد الشركة المنتجة أن نتائجها السنوية لا تزال إيجابية بفضل نجاحات أخرى في شباك التذاكر.
التكاليف المرتفعة ونظام توزيع غير منصف
يواجه فيلم One Battle After Another عقبة إضافية تتعلق بطريقة توزيع الأرباح بين شركات الإنتاج ودور العرض، حيث يحصل كل طرف على نحو نصف العائدات فقط. كما أن ليوناردو دي كابريو يتقاضى نسبة من الإيرادات منذ اليوم الأول للعرض، مما يقلص حصة الشركة المنتجة من الأرباح الفعلية بشكل ملحوظ.
يتجه محللو شباك التذاكر إلى القول بأن الأفلام الموجهة للبالغين باتت أقل جذبًا للجمهور، الذي يفضل الانتظار لمشاهدتها عبر المنصات الرقمية، خاصة مع تقليص فترة العرض الحصري في دور السينما من 90 يومًا إلى أسابيع قليلة فقط. ويشير الخبراء إلى أن الجمهور يذهب إلى السينما في عدد محدود من المناسبات سنويًا، وغالبًا لاختيارات مأمونة مثل الأجزاء الجديدة من أفلام ناجحة أو الأعمال الضخمة المؤثرة بصريًا.
لم تقتصر الإخفاقات على وارنر براذرز، بل تكبدت شركة A24 خسائر بعد فشل فيلمها الرياضي The Smashing Machine رغم بطولته للنجم دواين جونسون، كما عانى فيلم Roofman من إيرادات ضعيفة بلغت ثمانية ملايين دولار فقط. هذه النتائج تؤكد هشاشة سوق الأفلام المتوسطة الميزانية، وأن المجازفة بإنتاج أفلام درامية مستقلة باتت أكثر صعوبة في ظل تغيّر تفضيلات المشاهدين.
زهور الدم الحلقة 566
بين القيمة الفنية والعائد التجاري
رغم الخسائر المتوقعة، يبقى فيلم One Battle After Another أحد أبرز المنافسين في موسم الأوسكار المقبل، مما يمنح شركة وارنر براذرز مكسبًا معنويًا يعزز مكانتها في المشهد السينمائي. ومع ذلك، يرى المراقبون أن النجاح النقدي لا يكفي وحده لتبرير تكاليف الإنتاج الضخمة، وأن مستقبل السينما يتطلب توازنًا بين القيمة الفنية والجدوى التجارية.