-

رحيل الفنان الأردني الكبير هشام يانس

(اخر تعديل 2024-12-22 15:11:26 )
بواسطة

فقدت الساحة الفنية العربية اليوم، الأحد 22 ديسمبر / كانون الأول 2024، أحد أبرز أعلامها، الفنان والكاتب الأردني الكبير هشام يانس، الذي غادرنا عن عمر يناهز 78 عامًا، بعد صراع طويل ومعقد مع المرض. كان يانس رمزًا للفن والإبداع، وترك أثرًا لا يُنسى في قلوب محبيه.

نعى الفنانة الأردنية أمل دباس الراحل عبر حسابها على "فيسبوك"، معبرة عن حزنها العميق بقولها: "الفنان والمبدع الكبير، المعلم والأخ العزيز صاحب القلب الطيب، الأستاذ هشام يانس في ذمة الله. ستبقى حاضراً، وفي الذكريات سنوات وسنوات قضيناها معاً على خشبة المسرح في حب الفن والمسرح. إنا لله وإنا إليه راجعون."

من هو الفنان هشام يانس؟

وُلد الفنان هشام يانس في يافا بفلسطين، حيث نشأ في بيئة غنية بالثقافة والفن. بعد إكمال دراسته الثانوية، انتقل إلى مصر حيث حصل على شهادة في الحقوق، ثم حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من الجامعة الأردنية عام 2007. كانت هذه الخلفية التعليمية تمهيدًا لمشواره الفني الذي تميز بتعدد مجالاته.

عرف يانس منذ صغره بموهبته الفريدة في تقليد الشخصيات العامة، حيث استطاع تقليد العديد من القادة البارزين مثل الملك الحسين، ياسر عرفات، صدام حسين، معمر القذافي، وجمال عبد الناصر. كانت هذه الموهبة تُعتبر جزءًا من صوته الفني الذي ميزه عن غيره.

خلال مسيرته الفنية، شارك يانس في العديد من المسرحيات المتميزة على خشبة مسرح الأوبرا، من بينها "الرجل القذر" و"كلهم أولادي"، حيث ترك بصمة واضحة في عالم المسرح.

إضافةً إلى ذلك، عمل ككاتب درامي في مجالات الإذاعة والتلفزيون، حيث كتب أكثر من 82 مسلسلاً تلفزيونياً و15 مسرحية سياسية، ومن أبرز أعماله "نظام عالمي جديد" و"مؤتمر قمة عرب"، بالإضافة إلى مسرحيات مثل "السلام يا سلام"، "التطبيع"، "أهلا حكومة"، و"الحصار اللي صار".

أسس يانس أول مسرح مدرسي في أبوظبي، كما عمل مشرفًا على المسارح المدرسية في الإمارات وقطر، مما ساهم في تطوير المشهد الفني في تلك الدول. بعد عودته إلى عمّان، كرّس جهوده للكتابة، وقدم العديد من الأعمال المميزة مثل "تل الفخار"، "الكنز"، و"الظاهر بيبرس"، التي نالت شهرة واسعة على مستوى العالم العربي.
مجمع 75 الحلقة 220

وفي الثمانينات، قدم المسلسل التعليمي "المناهل"، الذي حقق نجاحًا كبيرًا وأحبّه الجمهور العربي. ورغم تعرضه لجلطة دماغية في عام 2007، فإن إرثه الفني بقي حيًا في قلوب الناس وأعماله.

حصل الفنان الراحل على العديد من الجوائز الرفيعة، منها وسام الاستقلال من الدرجة الأولى ووسام الحسين للعطاء المتميز من الدرجة الثانية، مما يعكس مدى تأثيره وإبداعه في مجاله.