-

تطور الذكاء الاصطناعي وفهم المشاعر

(اخر تعديل 2024-12-25 09:19:26 )
بواسطة

شهد مجال الذكاء الاصطناعي تطورات مذهلة في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الروبوتات قادرة على أداء مهام تتسم بالتعقيد، كما أنها تتفاعل مع البشر بطرق تبدو أكثر طبيعية. هذه التغيرات لم تعد مجرد خيال علمي، بل أصبحت واقعًا ملموسًا يتطور يومًا بعد يوم.

في هذا الإطار، تسعى الأبحاث الحديثة إلى تطوير روبوتات تتمتع بقدرة على فهم المشاعر البشرية، واستجابتها بطرق تتناسب مع تلك المشاعر. إن القدرة على التعرف على المشاعر الإنسانية تُعَدّ خطوة مهمة نحو بناء تكنولوجيا أكثر تفاعلًا وذكاءً.

كيف تقيس الروبوتات المشاعر؟

أجريت دراسة شاملة لتقييم مشاعر 33 مشاركًا تم عرض مقاطع فيديو مثيرة للعواطف عليهم. تم خلال الدراسة قياس "موصلية جلد" المتطوعين أثناء مشاهدتهم لهذه المقاطع.

موصلية الجلد تعني قدرة الجلد على توصيل التيار الكهربائي، وهي تعتمد بشكل أساسي على نشاط الغدد العرقية الموجودة في الجلد. تُستخدم هذه الخاصية في مجالات علم النفس والفسيولوجيا لقياس استجابات الجسم الفسيولوجية، مثل التوتر والقلق والإثارة.
وتبقى ليلة الحلقة 104

أظهرت النتائج أن لكل شعور تأثيره الفريد على موصلية الجلد، مما يؤكد إمكانية استخدام هذه التقنية لقياس المشاعر بدقة متناهية. كما أن سلوك الجلد يتغير عند التعرق، مما دفع العلماء إلى اكتشاف علاقة قوية بين هذه القياسات والمقاطع التي أثارت مشاعر الخوف والمفاجأة، بالإضافة إلى مشاعر الترابط الأسري. وهذا يجعل سلوك الجلد أداة دقيقة للكشف عن التغيرات في المشاعر في الوقت الحقيقي.

طريقة عمل التقنية الجديدة

تعتمد هذه التقنية الجديدة على مبدأ بسيط، وهو أن استجابة الجلد الكهربائية تتغير تبعًا للحالة العاطفية للشخص. فعندما يشعر الإنسان بالخوف أو الغضب أو الفرح، تتغير كمية العرق التي يفرزها الجلد، وبالتالي يتأثر موصليته الكهربائية.

من خلال قياس هذه التغيرات، تستطيع الروبوتات تفسير المشاعر التي يعبر عنها الإنسان، مما يفتح المجال لتفاعل أفضل بين البشر والآلات.

هل ستفهم الآلات ما نشعر به؟

أكد العلماء في دراستهم التي نشرت في مجلة IEEE Access، أن دمج قياس موصلية الجلد مع مؤشرات فسيولوجية أخرى مثل معدل ضربات القلب ونشاط الدماغ يمثل خطوة حاسمة نحو تطوير أجهزة وخدمات ذكية قادرة على فهم المشاعر البشرية بدقة. هذه الخطوة يمكن أن تعزز من قدرة الروبوتات على التفاعل بشكل أكثر إنسانية.

وشدد الباحثون على أن الاستجابة السريعة لموصلية الجلد، والتي تتأثر بالعوامل العاطفية، يمكن أن تكشف عن معلومات قيمة عند دمجها مع بيانات أخرى.

آفاق جديدة للتكنولوجيا

على الرغم من أن الدراسة لم تتطرق إلى الجوانب التطبيقية المباشرة لهذه التقنية في مجال الروبوتات، إلا أنها تفتح آفاقًا جديدة لتطوير تكنولوجيا أكثر تفهماً للإنسان، مما قد يدفعنا نحو مستقبل حيث يمكن للآلات أن تتفاعل مع مشاعرنا بطرق أكثر دقة وفعالية.