-

تأثير الأيام والمناسبات على خطر الانتحار

(اخر تعديل 2024-10-29 09:27:33 )
بواسطة

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة The BMJ البريطانية أن خطر الانتحار ليس ثابتًا على مدار السنة، بل يتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك أيام الأسبوع والمناسبات الاجتماعية. هذه النتائج تثير العديد من التساؤلات حول كيف يمكن أن تؤثر الظروف الاجتماعية والنفسية على الصحة النفسية للأفراد.

استكشاف أنماط الانتحار

قام فريق من الباحثين البريطانيين بدراسة بيانات تتعلق بأكثر من 1.7 مليون حالة انتحار في 26 دولة على مدى 49 عامًا. وقد أسفرت هذه الدراسة عن مجموعة من النتائج المثيرة للدهشة.

يوم الاثنين.. بداية صعبة

أظهرت الدراسة أن خطر الانتحار يكون في أعلى مستوياته يوم الاثنين مقارنة ببقية أيام الأسبوع. قد يُعزى ذلك إلى الضغوط النفسية المتزايدة التي تراكمت خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية في بداية الأسبوع.
أسرار البيوت 2 الحلقة 191

رأس السنة الجديدة.. بداية حزينة

رُصد ارتفاع كبير في حالات الانتحار في يوم رأس السنة الجديدة في جميع البلدان التي تم تحليلها. ويُرجع الباحثون هذا الارتفاع إلى الاستهلاك المتزايد للكحول خلال الاحتفالات، مما قد يساهم في اتخاذ قرارات غير محسوبة.

عطلات نهاية الأسبوع.. تأثيرات متباينة

بينما انخفض خطر الانتحار في بعض الدول خلال عطلات نهاية الأسبوع، إلا أن هناك دولًا، مثل بعض الدول في أمريكا اللاتينية، شهدت زيادة في هذه الحالات. وهذا يشير إلى أن التأثيرات الاجتماعية تختلف حسب الثقافة والمجتمع.

أعياد الميلاد.. نتائج غير متوقعة

لم يظهر نمط واضح يتعلق بزيادة أو نقصان خطر الانتحار خلال أعياد الميلاد أو الأعياد الوطنية، حيث تباينت النتائج بشكل كبير بين الدول المختلفة.

عوامل إضافية تؤثر على الصحة النفسية

إلى جانب الأيام والمناسبات، أبرزت الدراسة عوامل أخرى تلعب دورًا في خطر الانتحار، تشمل:

  • الجنس: الرجال أكثر عرضة للانتحار مقارنة بالنساء.
  • العمر: الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 64 عامًا يظهرون مستويات أعلى من خطر الانتحار.

أسباب محتملة لزيادة الخطر في أوقات معينة

يعتقد الباحثون أن هناك عدة أسباب وراء زيادة خطر الانتحار في أيام معينة، ومنها:

الضغوط النفسية

الضغوط النفسية الناتجة عن العمل أو الحياة الشخصية قد تساهم بشكل كبير في ارتفاع خطر الانتحار، وخاصة في بداية الأسبوع.

الاستهلاك المفرط للكحول

يرتبط استهلاك الكحول بزيادة خطر الانتحار، خاصة قبل الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية التي قد تُسهم في اتخاذ قرارات متهورة.

العزلة الاجتماعية

يُعاني بعض الأشخاص من مشاعر العزلة والوحدة خلال العطلات والمناسبات الاجتماعية، مما قد يزيد من خطر الانتحار.

إحصائيات مقلقة حول الأيام الأكثر خطرًا

تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن الانتحار تسبب في وفاة أكثر من 700 ألف شخص في عام 2019 وحده. هذه الأرقام تجعل الانتحار من الأسباب الرئيسية للوفاة، متجاوزةً العديد من الأمراض الخطيرة مثل الملاريا والإيدز وسرطان الثدي.

تُعد هذه النتائج مهمة لفهم أنماط الانتحار بشكلٍ أفضل وتطوير استراتيجيات وقائية أكثر فعالية. كما يمكن أن تُساعد هذه النتائج في تحديد الأوقات والأماكن التي يحتاج فيها الأفراد إلى دعم نفسي إضافي، مثل بدايات الأسبوع والفترات التي تسبق الأعياد.