-

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على وعينا

(اخر تعديل 2025-04-16 10:19:27 )
بواسطة

تأملات حول تأثير السوشيال ميديا على مشاعرنا

هل تساءلت يومًا عما إذا كانت مشاعرك نابعة من أعماقك، أم أنك تأثرت بما رأيته على فيسبوك أو إنستغرام؟ تسلط الكاتبة أرونداتي روي، الحائزة على جوائز مرموقة مثل "بوكر" و"لويس ليتراري"، الضوء على هذا الموضوع من خلال طرح سؤال يجذب الانتباه ويدعو للتفكير.

تشير روي إلى أننا نعيش في عصر لم يسبق أن عاصر فيه البشر هذا الكم الهائل من المعلومات المتدفقة. لم يكن من قبل أن أصبح امتلاك المعرفة شرطًا أساسيًا لقيمة الفرد في المجتمع كما هو الحال اليوم.

خطر المعلومات الرقمية

تتساءل روي عن العبء العقلي الذي تضعه هذه المعلومات الغزيرة التي نستهلكها يوميًا عبر المنصات الرقمية. تعبر عن قلقها من أن هذا الاستهلاك المستمر قد يكون سببًا خفيًا في تآكلنا الداخلي وانهيار قدرتنا على التفكير والتركيز مع مرور الوقت.

على الرغم من أن تنوع المحتوى يمكن أن يمنحنا شعورًا بالارتباط بالعالم، فإن له آثارًا سلبية لا يمكن تجاهلها، مثل:

تشويش الإدراك

الانغماس في محتوى سطحي ومشتت لفترات طويلة يؤثر سلبًا على صفاء الذهن، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على التركيز والشعور بالخمول الذهني، وهو ما يعرف بـ"تعفّن الدماغ".

فرط المعلومات

تدفق المحتوى المستمر، وغالبًا ما يكون منخفض الجودة، يضع ضغطًا على الدماغ ويمنعه من معالجة أو الاحتفاظ بالمعلومات المفيدة، مما يُضعف قدرتنا على اتخاذ قرارات واعية.

تأثيرات نفسية عميقة

تعزز وسائل التواصل الاجتماعي المقارنة الاجتماعية، مما يغذي تصورات غير واقعية عن النجاح والسعادة، مما يؤدي في النهاية إلى شعور بالعجز والقلق، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا مثل المراهقين.

وهم الاتصال

على الرغم من الشعور بالارتباط الظاهري، فإن هذه المنصات غالبًا ما تحل محل العلاقات الواقعية، مما يترك المستخدم في حالة من العزلة العميقة.

الإدمان الرقمي

تجعلنا هذه الوسائل نغفل عن تفاصيل حياتنا الواقعية، ونغوص في عالم افتراضي يتجاوز حدود الوقت ويؤثر سلبًا على صحتنا النفسية على المدى الطويل.

دعوة للتأمل والتوقف

تحذر روي بوضوح: "من فضلك، حاول أن تغلق جهازك ليوم واحد على الأقل في الأسبوع، فقط لتبدأ." وتضيف: "لسنا بحاجة إلى كل هذه المعلومات، ولا يجب أن نعرف كل شيء عن كل شيء. هذا ليس طبيعيًا."

تؤمن روي أن ما يستحق اهتمامنا حقًا هو ما يحيط بنا: الأرض التي نعيش عليها، جيراننا، الطيور، والحيوانات. هذا هو الواقع الذي يستحق الانتباه، وليس الضجيج المستمر القادم من خلف الشاشات.

أصبح من الصعب علينا اليوم التمييز بين ما نشعر به حقًا وما تم تلقينه لنا عبر الخوارزميات؛ فقد اختلطت الأصوات، وتشوشت الأفكار، وأصبح الضجيج الرقمي ينعكس على دواخلنا كما يلوث سمعنا الخارجي.

إن التقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز الروابط والعلاقات الواقعية أصبح ضرورة ملحة لحماية وعينا وصحتنا النفسية.


إذا خسر الملك الحلقة 5