تأثير القوالب النمطية على المرأة العربية
ماذا سيقول الناس؟
إنها عبارة تحمل في طياتها الكثير من المشاعر والأفكار، وقد مرّ هذا السؤال على أذهان الكثيرين منا. في سياق تأثيره العميق على تفاصيل الحياة اليومية، خاصة في مجتمعاتنا العربية، اختارت الكاتبة الفلسطينية الأمريكية سارة حمدان، المقيمة في دبي، هذا السؤال العميق عنوانًا لروايتها الأولى التي أصدرتها بالتعاون مع دار "هولت" الأمريكية الشهيرة.
قصة شابة فلسطينية-أمريكية
تتناول الرواية قصة شابة فلسطينية-أمريكية تعمل في وظيفة تقليدية خلال النهار، ولكنها تحمل حلمًا غير تقليدي بالنسبة للكثيرين، وهو أن تصبح مؤدية كوميدية في فن الستاند أب. تعيش البطلة صراعًا بين الواقع ورغباتها، وفي خضم هذه الرحلة، تكتشف أسرار عائلتها في فلسطين، مما يعمق ارتباطها بالثقافة التي تنتمي إليها.
العلاقة بين الكاتبة وشخصية الرواية
في حوار مع صحيفة "النهار" اللبنانية، تحدثت حمدان عن أوجه التشابه بين شخصيتها وبين بطلة روايتها. كلتاهما فلسطينية تعيش في نيويورك، وتعود جذورهما إلى مدينة يافا. وقد واجهت العائلتان معاناة الطرد من منازلهما خلال فترة النكبة الفلسطينية، مما أضفى عمقًا إنسانيًا على الرواية.
صورة المرأة العربية في الأدب
أوضحت حمدان أنها قررت كتابة رواية بطلتها عربية، وهو أمر نادر الوجود في الأعمال الأدبية العالمية. تسعى الكاتبة من خلال روايتها إلى تغيير الصورة النمطية التي تقدمها وسائل الإعلام الغربية عن المرأة العربية، والتي غالبًا ما تُظهرها كضحية أو ككائن مُجبر على اتخاذ قرارات حياتها تحت الضغط.
أسلوب الكتابة وتأثير الرواية
وصف النقاد الرواية بأنها تتميز بأسلوب خفيف وفكاهي، لكنه يحمل في طياته عمقًا فكريًا. وقد حققت الرواية نجاحًا استثنائيًا، حيث احتلت المرتبة الأولى على قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في فئة الأدب الفكاهي على موقع "أمازون الإمارات"، كما تم إدراجها ضمن أبرز إصدارات شهر مايو في جريدة "نيويورك تايمز".
تجارب شخصية ونجاح عالمي
تحدثت حمدان عن الرسائل التي تلقتها من قراء يشعرون بأن الرواية تمثل تجاربهم الشخصية. العديد منهم عاشوا تجربة الثقافة المزدوجة بين بلدين، مما يعكس واقع الكثيرين ممن يعانون من الصور النمطية التي شكلتها وسائل الإعلام.
رحلة الكتابة والتوقيع على عقد نشر
حمدان، الصحفية السابقة التي عملت في مؤسسات عالمية، شاركت تجربتها في التوقيع على عقد لنشر كتابين مع دار نشر مرموقة. إذ جاءت الفرصة بعد فوزها بجائزة القصة القصيرة من "نتفلكس"، مما ساعدها على الانتشار وزيادة شهرتها.
الخطوة التالية: الرواية الثانية
تعمل حمدان حاليًا على كتابة روايتها الثانية ضمن العقد نفسه مع دار "هولت"، حيث ستتضمن تجارب جديدة تبرز المزيد من جوانب الثقافة العربية. وتعتزم أن تحمل هذه الرواية أيضًا رسائل تعكس تجارب المرأة العربية في العالم المعاصر.
شراب التوت الحلقة 103