العمر المثالي للزواج في المجتمعات العربية

عندما نتحدث عن الزواج في مجتمعاتنا العربية، نلاحظ أن هناك تحولًا كبيرًا في المفاهيم والمعايير. في الماضي، كانت الفتيات يتزوّجن في سن صغيرة ويبدأن حياتهن الزوجية في عمر مبكر. لكن اليوم، تبدو الأمور مختلفة تمامًا.

لم يعد الزواج في سن مبكرة الخيار الأكثر تفضيلاً، كما أن الضغوط المجتمعية لم تعد كما كانت في السابق. اليوم، يفضل الكثيرون التركيز على التعليم، وبناء الذات، وتحقيق الاستقرار المالي كأولويات قبل التفكير في تكوين أسرة.

لكن، هل هناك عمر مثالي للزواج؟ إذا كنتِ تبحثين عن علاقة مستقرة وتودين تقليل احتمالات الطلاق، فإن الدراسات العلمية تشير إلى وجود جواب.
غرفة لشخصين الحلقة 9

ما هو العمر الذهبي للزواج؟

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الزواج في عمر 26 عامًا يُعتبر النقطة الذهبية لتحقيق نجاح العلاقات الزوجية على المدى الطويل. فالزواج في الفئة العمرية بين 18 و25 عامًا يرتبط بزيادة معدلات الطلاق، بينما تأخير الزواج لما بعد سن الـ45 قد يجلب تحديات خاصة به.

بمعنى آخر، الزواج المبكر جدًا قد يقودك إلى اتخاذ قرارات سريعة وغير مدروسة، بينما الزواج المتأخر قد يجعلك أكثر تشبثًا باستقلاليتك وقد يكون من الصعب التكيف مع شريك جديد.

تغيّر نظرة المجتمع إلى الزواج

الأرقام تظهر تغيرًا ملحوظًا: في عام 1978، كان أكثر من نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا متزوجين، بينما اليوم انخفضت هذه النسبة إلى 29% فقط.

السبب وراء هذا التغيير هو أن الأفراد أصبحوا يمنحون أنفسهم الوقت الكافي للنضج، لتحقيق التعليم الجامعي، والوصول إلى الاستقرار المالي قبل اتخاذ قرار الزواج.

النضج قبل الزواج شرط أساسي

الزواج الناجح لا يقتصر على تنظيم حفل زفاف فاخر أو قضاء شهر عسل مثالي، بل هو شراكة تتطلب استعدادًا نفسيًا وماديًا. لذلك، يُعتبر العمر بين 26 و45 عامًا فترة مناسبة، حيث يجتمع فيها الحماس الشبابي مع النضج العملي والعاطفي.

في الختام، تذكري أن الزواج ليس سباقًا ضد الزمن، بل هو رحلة تبدأ عندما تكونين مستعدة تمامًا. فلا تتسرعي في العشرينيات المبكرة، ولا تؤجلي الأمر إلى ما لا نهاية، بل استثمري في نفسك أولًا. وعندما تبلغين العمر الأنسب، ستكونين أكثر قدرة على بناء علاقة متينة ومستقرة.