تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب
إن قرار الضغط على زر "لايك" أو تجاهل منشور لصديق قد يبدو بسيطًا، ولكنه يحمل في طياته معاني ودلالات أعمق. فقد أظهرت دراسات حديثة أن تفاعلاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل مباشر على نفسيات الشباب ومزاجهم.
قلب أسود الحلقة 7
الشباب أكثر حساسية تجاه تفاعلات وسائل التواصل
أجريت دراسة مثيرة في جامعة "أمستردام"، وتم نشر نتائجها في المجلة العلمية "سينس أدفانسيس"، حيث أظهرت أن الشباب أكثر تأثرًا بردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات "لايك"، مقارنةً بالفئات العمرية الأكبر.
استخدم الباحثون في هذه الدراسة، التي تُعتبر الأولى من نوعها في استخدام بيانات من وسائل التواصل الاجتماعي، منهجية ثلاثية لتحليل هذه الظاهرة. حيث قاموا بدراسة مجموعة بيانات ضخمة من منشورات منصة "إنستغرام"، مستخدمين نموذجًا حسابيًا لرصد كيفية استجابة المستخدمين للإعجابات.
مرحلة المراهقة: حساسية كبيرة تجاه التفاعلات الاجتماعية
توصلت الدراسة إلى أن فترة المراهقة تُعتبر من أهم مراحل حياتنا، حيث تتسم بحساسية عالية تجاه المكافآت الاجتماعية والقبول أو الرفض. هذا الأمر قد يؤدي إلى مفارقات مثيرة، إذ أن الإعجابات قد تُعزز شعور الارتباط وتحسن المزاج، لكن في نفس الوقت قد تدفع الشباب للإفراط في استخدام التطبيقات.
من الجدير بالذكر أن الشباب قد يتوقفون عن استخدام هذه المنصات بشكل أسرع من البالغين إذا لم يحصلوا على الإعجابات، مما قد يؤدي إلى تدهور مزاجهم.
تشير النتائج إلى أن هذه الحساسية تجعل المراهقين أكثر انخراطًا في التفاعل مع المنصات بهدف الحصول على المزيد من الإعجابات، مما يزيد من اندفاعهم ويؤدي لظهور أعراض الاكتئاب.
ضرورة تعزيز المهارات العاطفية في البيئة الرقمية
في ظل القلق المتزايد حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، يؤكد الباحثون على أهمية فهم كيفية تفاعل الشباب مع هذه المنصات واستجابتهم لها، مع مراعاة مراحلهم التطورية الفريدة.
ولتخفيف الآثار السلبية، تُوصي الدراسة بتغيير هيكل الحوافز على منصات التواصل الاجتماعي، مع التركيز على التفاعل الإيجابي والدعم المعنوي بدلاً من مجرد الإعجابات.
كما يشدد الباحثون على ضرورة تعزيز المهارات العاطفية لدى الشباب في البيئة الرقمية، وزيادة الوعي بالأثر النفسي لاستخدام هذه المنصات.