-

أهمية تجديد الروتين للحفاظ على مرونة العقل

(اخر تعديل 2025-06-23 10:11:29 )
بواسطة

في عالم يزداد فيه الانغماس في الروتين اليومي، نغفل كثيراً عن أهمية تجربة أشياء جديدة، حتى وإن كانت بسيطة. هذه الفكرة تستحق الوقوف عندها، حيث تشير الباحثة والكاتبة المتخصصة في علم النفس الإكلينيكي كارين هول إلى أن دماغ الإنسان لا يرتاح فقط عندما يلتزم بالروتين، بل قد "يغفو" جزئيًا، مما يؤدي إلى تقليل قدراته ويدفعه إلى فقدان مرونته النفسية.

تغيير الروتين وتأثيره النفسي

تدفعنا الكاتبة إلى التفكير في مدى تأثير التجديد على عقولنا، وليس كوسيلة للهروب من الملل، بل كضرورة صحية تعيد للذهن مرونته وتنعشه. تشبه هذه العملية لحظة اكتشاف الأطفال لأيديهم أو وجوههم لأول مرة، حيث تملأ الدهشة قلوبهم.

الروتين مريح... لكنه قد يُطفئ شرارة العقل

على الرغم من أن الاعتياد على الروتين يوفر لنا شعورًا بالاستقرار، إلا أن الاستمرار في نمط حياة ثابت قد يؤدي إلى خمول الذهن. عندما نتبع روتينًا صارمًا، حيث لا يتغير نوع الفطور أو مواعيد التمارين، فإننا نسمح للملل بالتسلل إلى عقولنا، مما يحد من قدرتنا على التكيف والتجديد.

الجديد يُنشّط الدماغ ويُحسّن المزاج

عندما نبدأ في تجربة شيء جديد، يطلق دماغنا هرمون الدوبامين، وهو مرتبط بالسعادة والتحفيز. هذا التأثير المباشر على المزاج يعزز من الشعور الإيجابي لدينا. والأكثر من ذلك، أن المرونة الذهنية، والتي تعرف أيضًا بـ"Flexible Thinking"، تعتبر مهارة نفسية ضرورية تساعدنا على التفكير بطريقة خلاقة واتخاذ قرارات أكثر توازنًا.
حرب الجبالي الحلقة 23

خطوات صغيرة... نتائج كبيرة

لا تحتاج التجربة الجديدة إلى أن تكون مغامرة هائلة. يكفي أن نتذوق طعامًا جديدًا، أو نزور حيًا غير معتاد، أو نتحدث مع شخص من خلفية ثقافية مختلفة. هذه التفاصيل الصغيرة تحفز عقولنا وتعيد لنا شعور الحماسة والاكتشاف. كما أن التغيير لا يقتصر على التجربة، بل يمتد ليشمل تحديث معلوماتنا ومواكبة تطورات العصر.

التجديد لا يعني الهروب.. بل التجدّد

تجربة الأشياء الجديدة ليست تعبيرًا عن عدم الرضا عن واقعنا، بل هي تعبير صحي عن رغبتنا في النمو والتواصل مع عالمنا. من خلال فتح أبواب جديدة للتجارب، نعيد تشكيل رؤيتنا وننعش مشاعرنا، لنظل في حالة تعلم مستمرة، بغض النظر عن أعمارنا أو خبراتنا.

تحثنا الكاتبة كارين هول على تحدي أنفسنا للخروج من المسارات المألوفة، ليس فقط للترفيه، ولكن كخيار صحي وضروري للحفاظ على مرونة عقولنا وجودة حياتنا النفسية. من خلال التجديد، نصبح أكثر تفهمًا وقوة في مواجهة التغييرات، وأقدر على الاستمتاع بلحظات الحياة كما يفعل الأطفال، بدهشة وفرح.