-

أهمية الاستراحة في العلاقات الزوجية

(اخر تعديل 2025-01-19 10:11:23 )
بواسطة

في خضم الخلافات الزوجية، قد تبدو الأمور معقدة ويصعب اتخاذ خطوة للخلف للتفكير بوضوح. إلا أن القدرة على التوقف وأخذ استراحة قصيرة تمثل مهارة ضرورية لها تأثير إيجابي كبير على تحسين العلاقة بين الشريكين. هذه الفترات من الراحة تمنح الفرصة للتهدئة وإعادة التوازن العاطفي، مما يساعد في رؤية الأمور من منظور أوسع.

لكن كيف يمكن للاستراحة أن تُحدث فرقًا إيجابيًا في العلاقات؟ وما هي الأساليب التي تجعلها أداة فعّالة لتحسين التواصل بدلاً من تعميق الخلافات؟

أهمية أخذ الاستراحة بين الشريكين

تقدم الدكتورة كيري لوزينيان، مؤسسة مركز نورثامبتون للعلاج الزوجي، رؤية شاملة حول هذا الموضوع، كما كتبت لموقع Gottman المختص بالعلاقات الأسرية. وتؤكد الدكتورة كيري أن التوقيت هو مفتاح نجاح أي استراحة، مما يطرح السؤال: متى يجب أن نأخذ استراحة؟
بهار مترجم الحلقة 32

متى يجب أخذ استراحة؟

التوقيت هو كل شيء. الاستراحة لا تعني إسكات شريكك أو إنهاء الحوار قبل الأوان، بل تتطلب الصبر والقدرة على تحمل النقاش حتى عندما يقال ما لا توافق عليه. الاستماع بطريقة غير دفاعية والبحث عن النقاط المنطقية في حديث شريكك، إضافة إلى تقديم الطمأنينة، يمكن أن يخفف حدة النقاش. الإشارات غير اللفظية، مثل هز الرأس والحفاظ على التواصل البصري، تعزز فرصة إجراء محادثة مثمرة.

لكن إذا شعرت أن الأمور تخرج عن السيطرة، فمن المهم أن تدرك أن الوقت قد حان للتوقف. عندما تكون غارقًا في الانفعالات، خذ نفسًا عميقًا وأخبر شريكك بلطف أنك بحاجة إلى استراحة قصيرة للتهدئة واستعادة السيطرة على مشاعرك.

ماذا تفعل في أثناء الاستراحة؟

ما تقوم به خلال فترة الاستراحة هو ما يحدد ما إذا كانت مفيدة أم لا. الكثير يقع في أخطاء شائعة أثناء استراحة الصراع. قد تشعر بمزيج من العواطف، مثل الشعور بالتخلي أو الحماية الذاتية المفرطة، وهذه المشاعر قد تمنعك من إعادة الاتصال بشريكك.

لذا، من الضروري منع الأفكار السلبية تجاه شريكك من السيطرة عليك. حاول أن ترى الأمور من زاوية أوسع، وأدرك أن لكل صراع وجهتي نظر، وكلاهما قد يكون صحيحًا. ابتعد عن التعبير عن غضبك للآخرين أو حتى لنفسك. بدلًا من ذلك، وجه انتباهك إلى أنشطة تساعدك على التهدئة، مثل المشي، أو ترتيب الملابس، أو أي نشاط يشغل عقلك بعيدًا عن الصراع.

إذا شعرت بالغضب يعود إليك، حاول التفكير بوعي بأن الحل لا يتعلق بمن هو على حق، بل بكيفية تجاوز المشكلة.

كيف تعود إلى الحوار؟

بعد انتهاء الاستراحة، تأتي الخطوة الأهم: العودة إلى الحوار بطريقة بناءة. لا يمكن لفترات الاستراحة أن تستمر طويلًا، فهي تهدف إلى تهدئة الأعصاب، وليس إلى الابتعاد الدائم. إذا استمرت لفترة طويلة، قد تتحول إلى صمت مطول يضر بالعلاقة.

توصي الدكتورة كيري بأن تستغرق الاستراحة 20 دقيقة على الأقل، وهو الوقت اللازم ليهدأ الجسم فسيولوجيًا. ولكن، لا تدعها تمتد ليوم كامل، حيث يمكن أن تؤدي إلى تعزيز المشاعر السلبية. وإذا شعرت أن الوقت المنفصل يتحول إلى ساحة معركة صامتة، تجنب التركيز على من يجب أن يبادر إلى الصلح. بدلًا من ذلك، اعمل على إعادة التواصل في أقرب وقت ممكن.

ختامًا، إن تعلم كيفية البقاء هادئًا في مواجهة التوتر ليس سهلًا، لكنه مهارة يمكن تطويرها بمرور الوقت. باستخدام تقنية الاستراحة، يمكنك تحويل الصراع إلى فرصة لتعزيز التواصل والتفاهم مع شريكك. تذكر أن الحب الذكي هو ما يجعلك أقرب وأكثر ارتباطًا حتى في أوقات الصراع.