المدينة المفقودة تحت البحر
منذ أن أثارت المحيطات خيال البشرية في الأساطير القديمة، تطورت خرافات عديدة حول أعماقها الغامضة. ورغم الأساطير الشهيرة عن قارة أتلانتيس، فقد تمكن العلماء من اكتشاف "مدينة مفقودة" حقيقية تحت سطح المحيط، وهي تضم حياة بحرية متنوعة، وفقًا لما ذكرته صحيفة "إندبندنت".
المدينة المفقودة.. مشهد طبيعي مذهل
في غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، وعلى عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، عثر العلماء على تكوينات صخرية ضخمة تشبه الجدران والأعمدة، تمتد على طول يزيد عن 60 مترًا. هذه التشكيلات الطبيعية ليست ناتجة عن آثار حضارة قديمة، بل تعكس بيئة حيوية غنية بالحياة.
مجمع 75 الحلقة 214
الحياة تحت الظلام.. بيئة قاسية ولكن غنية
يطلق العلماء على هذه المنطقة اسم "المدينة المفقودة"، ويعتقدون أنها موجودة منذ آلاف السنين. في هذا المكان، تغذي الفتحات الحرارية الحياة البحرية بما في ذلك الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية. ورغم غياب الأكسجين، توجد أنواع أخرى من الحياة مثل السرطانات والجمبري، التي تعيش في هذه البيئة القاسية.
التفاعلات الكيميائية كبديل للشمس
ما يميز هذه البيئة الفريدة هو أن الهيدروكربونات الناتجة من الفتحات تحت البحر لا تعتمد على الضوء أو ثاني أكسيد الكربون، بل تأتي من تفاعلات كيميائية تحدث في قاع البحر. وقد أطلق على هذه المنطقة اسم "بوسيدون" نسبةً إلى إله البحر اليوناني، نظرًا لاحتوائها على بنية فريدة من نوعها تشبه أصابع اليد المقلوبة.
دعوات لحماية "المدينة المفقودة"
نظرًا للأهمية البيئية الكبيرة لهذا الاكتشاف، هناك دعوات لإدراج "المدينة المفقودة" ضمن مواقع التراث العالمي من أجل حمايتها. كما يتزايد الوعي بأن الأنشطة البشرية قد تؤدي إلى تدمير الأنظمة البيئية الثمينة، مما قد ينتج عنه آثار غير مقصودة في المستقبل.
التنقيب في الأعماق.. مخاوف من التأثيرات البيئية
على الرغم من تأكيد بولندا حقوق التنقيب في المنطقة، هناك قلق من أن مثل هذه الأنشطة قد تؤثر بشكل غير مباشر على البيئة البحرية المحيطة بـ"المدينة المفقودة"، مما يستدعي مزيدًا من الحذر في التعامل مع هذه المنطقة الحساسة.