أقصر يوم في تاريخ الأرض الحديث
في يوم الثلاثاء الموافق 22 يوليو 2025، شهدنا حدثًا فريدًا يُعتبر من أقصر الأيام في التاريخ الحديث. فقد أكملت الأرض دورتها حول محورها بشكل أسرع من المعتاد، مما أدى إلى تقليص زمن اليوم القياسي البالغ 24 ساعة بمقدار 1.34 ميلي ثانية فقط.
رغم أن هذا الفرق الزمني يبدو ضئيلاً وغير ملحوظ في حياتنا اليومية، إلا أنه يحمل دلالات علمية هامة. يراقب خبراء الفلك والفيزياء هذه الظواهر بدقة باستخدام الساعات الذرية عالية الدقة، وفقًا لتقرير نشرته شبكة BBC.
لماذا يختلف طول اليوم؟
على العموم، يُفترض أن تدور الأرض حول محورها خلال 24 ساعة، أي ما يعادل 86,400 ثانية. ولكن الحقيقة أكثر تعقيدًا، حيث تؤثر عدة عوامل على سرعة دوران كوكبنا، ومنها:
- جاذبية الشمس والقمر
- الزلازل والبراكين وحركة الغلاف الجوي
- توزيع الكتلة على سطح الأرض
ومن المثير أن جاذبية القمر تؤدي إلى ظاهرة تُعرف بـ"كبح المد والجزر"، إذ ينتج عن الشد الجذبي انتفاخ الأرض في بعض المناطق، مما يُبطئ دورانها بمرور الزمن.
تسارع مفاجئ منذ 2020
منذ عام 2020، لوحظ تسارع غير متوقع في دوران الأرض، مما أدى إلى تسجيل أيام أقصر من المتوسط. ففي 5 يوليو 2024، تم تسجيل أقصر يوم في التاريخ، حيث أكملت الأرض دورتها بمقدار 1.66 ميلي ثانية أقل من 24 ساعة.
وفي الشهر الجاري، سُجّل يوم 9 يوليو كأقصر أيام عام 2025 حتى الآن بفارق 1.36 ميلي ثانية، بينما جاء يوم 22 يوليو في المركز الثاني بفارق 1.34 ميلي ثانية.
هل هناك تأثير ملموس؟
على الرغم من أن هذه التغيرات في طول اليوم لا تؤثر بشكل مباشر على نمط حياتنا اليومي، إلا أنها تُرصد بعناية لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لإدخال تعديلات على "الثواني الكبيسة" التي تُضاف أحيانًا إلى التوقيت العالمي المنسق (UTC) لمزامنة الوقت الذري مع الوقت الفلكي.
دين الروح الحلقة 23