قصة الطفلة أوليفيا ومعاناتها مع الورم
تعيش الطفلة البريطانية أوليفيا سزابو، البالغة من العمر خمس سنوات، في مدينة مانشستر، تجربة صعبة بعد أن تم تشخيصها بوجود ورم في دماغها. وقد جاء هذا التشخيص بعد فترة طويلة من تجاهل الأطباء لأعراضها، الأمر الذي أدى إلى تفاقم حالتها الصحية.
حدس الأم: شعور بوجود مشكلة
تعود قصة أوليفيا إلى سبتمبر 2023، عندما بدأت أعراض مرضها تظهر بوضوح. والدتها، مارييتا، شعرت في البداية أن هناك شيئًا غير صحيح، وذلك بفضل حدسها كأم. فقد لاحظت أن ابنتها بدأت تعاني من صعوبات في المشي، وكأنها "شخص مخمور"، واحتاجت إلى الاستناد إلى جدران المنزل أثناء تنقلاتها. هذه الأعراض أدت في النهاية إلى سقوطها أثناء اللعب، مما جعل مارييتا تدرك ضرورة الحصول على المساعدة الطبية.
على مدار شهرين، زارت مارييتا وابنتها قسم الطوارئ بشكل أسبوعي، لكن الأطباء كانوا يعتقدون أن أعراضها قد تكون بسبب عدوى في المسالك البولية أو جرثومة في المعدة. وغالبًا ما كانوا يرسلونهم إلى المنزل مع وصفات لمضادات حيوية، مؤكدين لها أنه لا داعي للقلق.
محاولة البحث عن إجابات
رغم تحذيرات الأطباء، لم تتردد مارييتا في طلب إجراء فحص بالأشعة المقطعية لابنتها، لكنهم رفضوا بسبب صغر سنها. وعلى الرغم من ذلك، كانت مارييتا مصممة على معرفة السبب وراء تدهور توازن أوليفيا، حيث كانت حالتها تزداد سوءًا بشكل ملحوظ.
الكشف عن الورم
في ديسمبر، لاحظت مارييتا أن أحد جانبي وجه ابنتها بدأ يتدلّى. ورغم أن هذا التغيير كان طفيفًا وغير مرئي لمعظم الناس، إلا أن الأم كانت تشعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي. سارعت بنقل أوليفيا إلى قسم الطوارئ، حيث تم أخيرًا إجراء الفحوصات اللازمة.
أظهر الفحص بالأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي وجود ورم كبير في الجزء الخلفي من دماغها. على الرغم من أن الأطباء لم يتمكنوا من إزالة الورم بالكامل، إلا أنهم قاموا بإجراء عملية جراحية استغرقت سبع ساعات في 29 ديسمبر 2023، وتمكنوا من إزالة جزء من الورم.
التحديات المستقبلية
بعد العملية، أبلغ الأطباء مارييتا أن ابنتها ستحتاج إلى 18 شهرًا من العلاج الكيميائي، والذي من المتوقع أن ينتهي في أغسطس 2025. وعلى الرغم من أن الورم قد انكمش، إلا أن الأطباء أخبروها أن حالة أوليفيا ستبقى مزمنة، مما يعني أنها ستحتاج إلى العلاج الكيميائي كل ستة أشهر حتى تبلغ التاسعة من عمرها، بالإضافة إلى الفحوصات السنوية بالرنين المغناطيسي حتى سن 16 عامًا.
تظل قصة أوليفيا مثالًا قويًا على أهمية الاستماع إلى حدس الأم، والبحث عن الرعاية الصحية اللازمة، حتى في وجه التحديات. قصة تلك الطفلة الصغيرة تُظهر قوة الإرادة والتصميم في مواجهة المصاعب، وتذكرنا بأهمية دعم أسرنا في الأوقات الصعبة.
ست شباب الحلقة 9