علاج الصلع الوراثي بوسائل طبيعية مبتكرة
في خبر قد يكون بمثابة بارقة أمل لملايين الرجال حول العالم، أجرت دراسة علمية حديثة دراسة مثيرة تؤكد إمكانية استخدام سكر طبيعي يتواجد في أجسام البشر والحيوانات كعلاج موضعي فعال لمشكلة الصلع الوراثي. إن هذا الاكتشاف قد يغير مجرى حياة الكثيرين الذين يعانون من تساقط الشعر.
دراسة جامعة شيفيلد: رحلة البحث عن الحل
أظهرت دراسة قامت بها جامعة شيفيلد البريطانية بالتعاون مع جامعة COMSATS الباكستانية، والتي استغرقت نحو ثماني سنوات، أن مركب (2-ديوكسي-D-ريبوز 2dDR) يمكن أن يكون بديلاً آمناً ومنخفض التكلفة للعلاجات المتاحة حاليًا مثل المينوكسيديل. هذا الاكتشاف جاء نتيجة لملاحظات غير متوقعة خلال أبحاث تهدف لتسريع شفاء الجروح، حيث لاحظ الباحثون تسارع نمو الشعر في المناطق المعالجة بهذا المركب.
اكتشاف غير متوقع من أبحاث الجروح
بدأت القصة عندما كان العلماء يجرون أبحاثًا تهدف إلى تسريع عملية التئام الجروح باستخدام مركب 2dDR، الذي يعمل على تنظيم عامل نمو بطانة الأوعية الدموية VEGF. ومع ذلك، ما لفت انتباههم هو النمو المتزايد للشعر في المناطق المعالجة مقارنة بالمناطق غير المعالجة، مما أعطى أملاً جديدًا في مكافحة تساقط الشعر الوراثي.
اختبار علمي يحاكي الصلع الوراثي
لتأكيد الفرضية، أجرى العلماء تجارب على فئران تمت معالجتها بهرمون DHT لمحاكاة الصلع الوراثي. تم تقسيم الفئران إلى مجموعات مختلفة، حيث تضمنت مجموعة تلقت DHT فقط، وأخرى تلقت المينوكسيديل، وثالثة تلقت جل يحتوي على 2dDR، ومجموعة رابعة تلقت مزيجًا من المينوكسيديل و2dDR. بعد 20 يومًا من العلاج، أظهرت الفئران المعالجة بجل 2dDR نتائج مشابهة لتلك التي تلقت المينوكسيديل من حيث نمو الشعر.
التحسن الملحوظ في نمو الشعر
أظهرت التجارب تحسنًا ملحوظًا في كثافة الشعر وطوله، فضلاً عن زيادة عدد الأوعية الدموية في المناطق المعالجة. وأبرز ما كشفته الدراسة هو زيادة نسبة الشعر في مرحلة النمو، وهو مؤشر مهم على قدرة المركب على الحفاظ على كثافة الشعر بشكل أفضل.
آلية العمل وآفاق التوسع في الاستخدام
يعتقد العلماء أن فعالية مركب 2dDR تكمن في قدرته على تحفيز عامل نمو بطانة الأوعية الدموية VEGF، مما يسهم في تعزيز نمو الشعر. هذا التحفيز يحسن تدفق الدم إلى بصيلات الشعر، مما يعزز فرص نمو الشعر ويزيد كثافته. كما أن هناك آمالًا في إمكانية استخدام 2dDR كعلاج لتساقط الشعر الناتج عن العلاجات الكيميائية، لكن الأبحاث تحتاج إلى مزيد من الاستكمال لتحديد آلية عمل المركب بشكل دقيق.
90% فعالية من دون آثار جانبية تذكر
أظهرت التجارب أن فعالية جل 2dDR تتراوح بين 80% إلى 90% مقارنةً بالمينوكسيديل، دون أن يؤثر دمجها على فعالية العلاج. والأهم من ذلك، أنه لم تُسجل أي آثار جانبية ملحوظة خلال التجارب، مما يفتح باب استخدام هذا المركب كخيار آمن للأشخاص الذين لا يفضلون العلاجات الكيميائية.
على الرغم من أن البحث لا يزال في مراحله الأولية، فإن النتائج الحالية تبشر بعلاج طبيعي جديد لفقدان الشعر، مستمد من مركب 2dDR، الذي قد يصبح أساسًا لتطوير علاجات موضعية فعالة لملايين الأشخاص حول العالم. الآن، يبقى الأمل معقودًا على استكمال الدراسات السريرية على البشر لتأكيد فعالية المركب وأمانه قبل طرحه في الأسواق.
شراب التوت الحلقة 101