تحويل النفايات إلى عطور بفضل بكتيريا مبتكرة
في عالم اليوم، حيث تتزايد التحديات البيئية، تظهر الابتكارات العلمية كأمل جديد لتغيير الواقع. من بين هذه الابتكارات، مشروع فريد من نوعه في مدينة إدنبرة، حيث يسعى الباحثون إلى تحويل النفايات إلى منتجات عطرية فاخرة. كيف يتم ذلك؟ دعونا نكتشف.
التقنية وراء العطر الجديد
المادة الكيميائية التي تم تطويرها تمتاز برائحة الصنوبر، ولكنها في الأصل مزيج دهني بني لزج يُستخرج من مياه الصرف الصحي، والمعروف بالكتل الدهنية. يهدف مختبر في إدنبرة إلى تغيير مفهوم النفايات من خلال إعادة تدويرها وتحويلها إلى مواد قابلة للاستخدام، مما يعكس ثورة صناعية جديدة في مجال الاستدامة.
فكرة غير تقليدية
يعتقد البروفيسور ستيفن والاس، أحد المشرفين على هذا المشروع، أن هذا التحويل هو فكرة مجنونة ولكنها واعدة. حيث صمم فريقه بكتيريا قادرة على استهلاك الكتل الدهنية وتحويلها إلى مركبات عطرية تستخدم في مجموعة متنوعة من المنتجات مثل العطور والشامبو.
زهور الدم الحلقة 366
كيف تعمل هذه البكتيريا؟
تستند فكرة البروفيسور على قدرة البكتيريا على تناول الدهون. حيث اعتقدوا أنه من الممكن إعادة برمجتها لتفتيت الكتل الدهنية وتحويلها إلى مواد مفيدة. الكتل الدهنية المستخرجة تأتي من زيوت الطهي، نفايات المراحيض، وغيرها من بقايا الطعام.
مراحل التحويل
بعد الحصول على الدهون من شركة متخصصة، تبدأ العملية بتعقيمها وتبخيرها للقضاء على الميكروبات الضارة. بعد ذلك، يتم إضافة البكتيريا المعدلة خصيصًا إلى بقايا الكتلة الدهنية لإنتاج رائحة مستوحاة من أشجار الصنوبر، التي تشتهر بها صناعة مستحضرات التجميل.
خطط المستقبل
يُشير البروفيسور والاس إلى رؤيته المستقبلية، حيث يتصور إمكانية معالجة مياه الصرف الصحي باستخدام منتج مشابه لـ "فبريز" من الدهون، مما يساعد على تقليل الروائح الكريهة. وبهذه الطريقة، يمكن للبكتيريا الجديدة أن تلعب دورًا كبيرًا في جعل البيئة أكثر نظافة.
تشبيه مثير للاهتمام
وصف والاس الكتل الدهنية بأنها النسخة الفقيرة من مادة العنبر، وهي مادة شمعية تُستخرج من أمعاء حوت العنبر، التي تستخدم في صناعة العطور والأدوية. هذه المقارنة تعكس الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن تحققها هذه التقنية الجديدة في عالم العطور.
في الختام، تُظهر هذه المبادرة كيف يمكن للعلم والتكنولوجيا أن يتحدا لمواجهة التحديات البيئية وتحويل النفايات إلى ثروات، مما يجعلنا نعيد التفكير في كيفية استخدامنا لمواردنا.