-

فهم نشاط الأطفال في سن ما قبل المدرسة

(اخر تعديل 2025-04-19 11:19:27 )
بواسطة

إذا كنتِ أمًا لطفل في سن ما قبل المدرسة، فإنك بلا شك تعلمين مدى حيوية طفلك وفضوله اللامحدود. فالأطفال في هذه المرحلة يميلون إلى الحركة المتواصلة، ويتحدثون بلا توقف، ويطرحون الأسئلة دون ملل، وكأنهم في رحلة استكشاف مستمرة في كل زاوية من زوايا المنزل. يبدو كأنهم يمتلكون طاقة لا نهاية لها، مما يجعل من الصعب علينا كأمهات متابعتهم.

إن هذه المرحلة من عمر الطفل مليئة بالتعلم من خلال اللعب والتجربة، حيث يكتسبون مهارات جديدة من خلال الحركة. لذا، من الطبيعي أن تجدين طفلك غير قادر على الجلوس لفترات طويلة أو التركيز في أنشطة لا تشمل الشاشات. ولكن، ماذا لو شعرتِ أن طفلك يتجاوز هذه الحدود الطبيعية؟ كيف يمكنك أن تميزي بين النشاط العادي والاضطراب الذي قد يشير إلى وجود مشكلة مثل فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)؟

كل طفل نشيط.. ولكن ليس كل نشاط طبيعي

يتوجب علينا أن نكون واعين للفرق بين النشاط الطبيعي والسلوك الذي يمكن أن يكون مفرطًا. يبدأ هذا الفارق عندما يؤثر سلوك الطفل على تفاعلاته مع الآخرين أو يهدد سلامته الشخصية. فعلى سبيل المثال، في عمر الثلاث سنوات، يستطيع معظم الأطفال فهم التحذيرات البسيطة مثل عدم لمس الموقد الساخن. ومع تقدم العمر، يتوقع منهم أن يصبحوا أكثر وعيًا بالمخاطر وأن يتعلموا كيف يضبطون سلوكهم وفقًا للمواقف الاجتماعية المختلفة.

عند بلوغ الخمس سنوات، يُتوقع أن يلتزم الطفل بالقواعد الأساسية، وأن يشارك الآخرين اللعب، وأن يُظهر انتباهًا للأنشطة غير المرتبطة بالشاشة لمدة تصل إلى عشر دقائق. إذا لاحظتِ أن طفلك لا يحقق هذه المعايير مثل أقرانه، فقد تكون هذه إشارة للانتباه.

علامات لا يجب تجاهلها

هناك بعض السلوكيات التي يجب أن نراقبها عن كثب. فليست كل طاقة زائدة دليلاً على وجود اضطراب، لكن بعض العلامات المتكررة قد تشير إلى ضرورة التوقف والتفكير. إليك بعض هذه العلامات التي تستدعي الانتباه:

  • صعوبة في التركيز على الأنشطة غير المرتبطة بالشاشات لأكثر من 5 إلى 10 دقائق، مع حركة مفرطة أو تسلق في مواقف لا تتطلب ذلك.
  • انتقال سريع بين الألعاب أو عدم القدرة على اللعب بلعبة واحدة لفترة مناسبة.
  • التصرف بتسرع وعدم القدرة على الانتظار أو الوقوف في طابور.
  • مقاطعة حديث البالغين بشكل متكرر.
  • تجاهل التحذيرات والتصرف بطرق غير آمنة، مثل الجري نحو الشارع.
  • التحدث كثيرًا أو إصدار أصوات عالية في الأوقات التي تتطلب الهدوء.
  • النشاط المستمر وصعوبة تهدئة الجسم.
  • تفاعل مفرط أو اندفاعي في المواقف الاجتماعية.
  • صعوبات في تكوين صداقات أو اللعب بشكل منظم مع الأقران.

ماذا يعني ذلك؟ لا تتسرّعي بالحكم

من المهم أن نفهم أن النشاط الزائد لا يعني بالضرورة أن الطفل مصاب باضطراب فرط الحركة. بعض الأطفال قد يتأخرون في اكتساب المهارات الطبيعية أو يمرون بفترات من التوتر والقلق، مما قد يظهر على شكل سلوك زائد. ومع ذلك، إذا اجتمعت مجموعة من هذه العلامات وكانت تؤثر على حياة الطفل اليومية بشكل واضح، فقد يكون من الحكمة التحدث مع معلمته أو استشارة مختص للحصول على الدعم المناسب.


العبقري مدبلج الحلقة 126