-

فهم أدمغة الرجال والنساء بعمق

(اخر تعديل 2025-04-15 09:43:25 )
بواسطة

منذ عقود، تسود في المجتمعات الكثير من التصنيفات الجاهزة التي تميز بين "المرأة العاطفية" و"الرجل العملي"، بينما يتم الحديث عن الاختلافات في التفكير والتواصل والسلوك بين الجنسين. ولكن، مع تقدم الأبحاث الحديثة، وخاصة تلك التي تعتمد على دراسات تصوير الدماغ وتحليل السلوك، بدأت تتكشف لنا حقائق جديدة. هذه الحقائق تشير إلى أن معظم هذه الاعتقادات لا تستند إلى أسس علمية قوية، بل تنبع من رواسب ثقافية ومبالغات اجتماعية قديمة.

الفروق الواهمة حول دماغ الرجل والمرأة

في هذا الإطار، يقدم الدكتور بوبي هوفمان، أستاذ علم النفس في جامعة سنترال فلوريدا، عبر مقال منشور على موقع Psychology Today، خمس نقاط رئيسية تكشف كيف أن أدمغة الرجال والنساء تعمل بتشابه أكبر بكثير مما كنا نعتقد.

1. النساء لا يتحدثن أكثر دائماً

على الرغم من أن الفتيات غالبا ما يبدأن بالتحدث في سن مبكرة مقارنة بالذكور ويتمتعن بقدرات لغوية أعلى، إلا أن الفكرة الشائعة بأن النساء أكثر حديثا لم تثبت علمياً. دراسة حديثة شملت أكثر من ألفي مشارك من أربع دول أظهرت أن المعدل اليومي للكلمات المتداولة متقارب جداً بين الجنسين، حيث يصل إلى حوالي 12,500 كلمة. إن الحديث والتعبير عن الذات يرتبطان أكثر بالسياق الاجتماعي والعمر بدلاً من الهوية البيولوجية.
زهور الثلج الحلقة 9

2. الاتجاهات؟ لا أحد أفضل من الآخر

الاعتقاد السائد بأن الرجال يمتلكون حس اتجاهات أعلى من النساء لا يجد دعماً علمياً قاطعاً. الفارق الحقيقي يكمن في طريقة التفكير: حيث يميل الرجال إلى استخدام الاتجاهات العامة (مثل "اتجه شمالاً")، بينما تعتمد النساء على تذكر المعالم (مثل "انعطف عند المبنى الأحمر"). كلا النمطين فعّال، وهو اختلاف في الاستراتيجية وليس في القدرة.

3. المشاعر لا تخص النساء وحدهن

تشير دراسات تصوير الدماغ إلى أن الرجال والنساء يعالجون المشاعر بشكل متشابه، ولكن الفرق يكمن في كيفية التعبير عنها. تميل النساء، خاصة في الثقافات الغربية، إلى التعبير عن المشاعر الإيجابية، بينما يظهر الرجال مشاعر الغضب أكثر ويبتعدون عن التعبير عن الحنان أو الحزن. وبالتالي، ما يُفهم على أنه "فرق بيولوجي" هو في الواقع نتيجة تنشئة اجتماعية متجذرة.

4. التبديل بين المهام ليس ميزة أنثوية

الخرافة القائلة بأن النساء أفضل في أداء المهام المتعددة ليست دقيقة. يؤكد العلم أن "تعدد المهام" هو في الواقع تبديل سريع للانتباه، وكلما زاد عدد المهام، انخفض الأداء. تظهر الأبحاث العصبية أن الجنسين يعانيان من انخفاض الكفاءة عند محاولة أداء أكثر من مهمة في نفس الوقت، وما يختلف في بعض الأحيان هو طريقة تنظيم الانتباه وليس القدرة نفسها.

5. التعاطف والعلاقات: التأثير الثقافي أقوى من البيولوجيا

صحيح أن النساء يُظهرن في المتوسط درجة أعلى من التعاطف وجودة العلاقات، لكن الرجال يميلون إلى تكوين عدد أكبر من العلاقات السطحية. ومع ذلك، فإن معظم المؤشرات المستخدمة لقياس التعاطف تعتمد على تقارير ذاتية تتأثر بالصورة الاجتماعية المتوقعة من كل جنس. وهنا يتضح أن الدور الذي يلعبه المجتمع في تشكيل سلوكياتنا الاجتماعية قد يكون أكبر من تأثير الجنس البيولوجي.