-

فيلم صوت هند رجب: فوز تاريخي ومأساة إنسانية

(اخر تعديل 2025-09-06 22:11:20 )
بواسطة

حقق الفيلم التونسي "صوت هند رجب" الذي أخرجه المبدع كوثر بن هنية إنجازًا تاريخيًا بفوزه بجائزة الأسد الفضي في الدورة الأخيرة من مهرجان البندقية السينمائي، أحد أرقى المهرجانات في عالم السينما. هذا النجاح لم يكن مجرد انتصار للفيلم فحسب، بل كان أيضًا صرخة تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الأزمات المتكررة.

استند الفيلم إلى قصة حقيقية وقعت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، ليحول المأساة الفلسطينية إلى شهادة فنية مؤثرة، تتجاوز كل الحدود السياسية والإنسانية. فالفن هنا هو وسيلة لتخليد الذكريات والمآسي، وتحويلها إلى قوة تعبر عن الألم والأمل في الوقت ذاته.

قصة الفيلم.. طفلة بصوت لا يُنسى

تدور أحداث الفيلم حول الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي فقدت حياتها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، وهي لم تتجاوز الخامسة من عمرها. القصة التي هزت ضمير العالم حينها، باتت الآن تتردد صداها عبر شاشات السينما في أحد أبرز المهرجانات الدولية، لتكون صوتًا مسموعًا لضحايا الحرب.

يجسد الفيلم اللحظات الأخيرة في حياة هند، حيث كانت محاصرة مع عائلتها، تطلب النجدة عبر الهاتف، قبل أن ينقطع الاتصال وتؤكد الأخبار وفاتها بعد أيام. إنها واحدة من أبشع لحظات الفقد التي خلفتها الحرب.

كوثر بن هنية: السينما لا تعيد الموتى، لكنها تحفظ صوتهم

أثناء تسلمها الجائزة، ألقت المخرجة كوثر بن هنية كلمة مؤثرة أذهلت الجمهور، حيث قالت: "لا يمكن للسينما أن تعيد هند إلى الحياة أو تمحو الفظائع التي ارتكبت بحقها، لكنها قادرة على حفظ صوتها إلى الأبد". وأكدت أن هذه القصة ليست فقط عن هند، بل هي مأساة شعب بأكمله يُباد أمام العالم.

لم تتردد بن هنية في وصف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية، مشيرة إلى الإفلات من العقاب الذي يعيشه الفلسطينيون على الساحة الدولية. كانت كلماتها بمثابة دعوة للعالم بأسره ليتحرك ويقف ضد الظلم.
شراب التوت الحلقة 103

"صوت هند رجب".. شهادة فنية على الجرائم

يتجاوز الفيلم كونه عملًا دراميًا ليصبح وثيقة إنسانية تحمل صوت الضحايا الذين تُدفن قصصهم تحت أنقاض الحرب والنسيان. الفيلم لا يقدم خطابًا سياسيًا مباشرًا، بل يزرع صوت الإنسانية في قلب مأساة متكررة، ويعيد النظر في دور الفن كأداة للمقاومة والحفاظ على الذاكرة.

الأسد الفضي.. تكريم للقضية وليس فقط للفيلم

فوز "صوت هند رجب" جاء في وقت يشهد فيه العالم تضامنًا واسعًا مع القضية الفلسطينية، خاصة مع تصاعد العدوان على غزة. استطاع الفيلم أن يفرض الألم الفلسطيني على طاولة السينما العالمية، مما يعيد تشكيل الدور الأخلاقي للمهرجانات الفنية في زمن الأزمات.