-

المشي والجري: أيهما الأنسب لصحتك؟

(اخر تعديل 2024-10-30 11:11:51 )
بواسطة

تُعتبر ممارسة الرياضة يوميًا عنصراً أساسياً للحفاظ على صحة جيدة وجسم نشط ومفعم بالحيوية. ومع تنوع الخيارات المتاحة لممارسة الرياضة، يبرز كل من المشي والجري كأحد أبسط وأهم أنواع التمارين الهوائية التي يمكن للجميع القيام بها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أيهما الأنسب لاحتياجاتك الصحية ونمط حياتك؟ دعنا نتعمق في هذا الموضوع ونساعدك في العثور على الإجابة التي تبحث عنها.

المشي أم الجري؟

الإجابة على هذا السؤال تعتمد بشكل كبير على أهدافك الصحية، قدراتك الجسدية، وتفضيلاتك الشخصية. في هذا المقال، سنستعرض لك كل ما تحتاج لمعرفته لتتمكن من اتخاذ القرار الصحيح.

فوائد المشي والجري

المشي والجري هما تمارين هوائية تعزز صحة القلب وتحسن القدرة على التحمل، كما أنها تساعد في إدارة الوزن وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

علاوة على ذلك، يسهم كلا النشاطين في تقوية جهاز المناعة ودعم الصحة النفسية، حيث أظهرت الدراسات أن ممارسة المشي أو الجري يمكن أن تخفف من مستويات التوتر والقلق، وتُحسن المزاج والشعور بالثقة بالنفس.

حتى الجري لمدة عشر دقائق بوتيرة متوسطة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المزاج بشكل ملحوظ.

أيهما أفضل لإنقاص الوزن؟

إذا كان هدفك الأساسي هو خسارة الوزن بشكل سريع، فإن الجري يُعتبر الخيار الأكثر فاعلية؛ حيث يحرق سعرات حرارية أكثر مقارنةً بالمشي، مما يجعله مثاليًا للراغبين في تحقيق نتائج سريعة.

على سبيل المثال، لحرق كيلوغرام واحد من الوزن، يحتاج الجسم إلى حرق حوالي 3500 سعر حراري، وهو ما يمكن تحقيقه بشكل أسرع من خلال الجري.

أما إذا كنت تبحث عن خيار يساعدك في الحفاظ على نشاطك دون مشقة كبيرة، فإن المشي يبقى خيارًا ممتازًا؛ إذ يناسب جميع مستويات اللياقة البدنية ويوفر فوائد صحية مشابهة للجري على المدى الطويل.

كما أن المشي يعزز صحة القلب ويُحسن مستوى الطاقة بشكل عام.

أنواع المشي والجري وفوائدها

هناك عدة أنواع من المشي والجري التي يمكنك اختيارها وفقًا لأهدافك المختلفة:

المشي السريع والمشي القوي

المشي السريع هو المشي بوتيرة نشيطة تتجاوز 5 كيلومترات في الساعة، بينما يُعتبر المشي القوي أسرع ويصل إلى 7-10 كيلومترات في الساعة. يساعد كلا النوعين على حرق عدد كبير من السعرات الحرارية ويزيد من معدل ضربات القلب، مما يجعلهما تمارين هوائية فعّالة لمن يسعون لتحسين لياقتهم البدنية دون الحاجة للجري. يمكن أن تحقق ساعة واحدة من المشي القوي فوائد قريبة من تلك التي يحققها الجري بنفس السرعة.

المشي مع وزن إضافي

يمكنك ارتداء سترة بوزن مناسب (لا يتجاوز 5-10% من وزن جسمك) لزيادة كمية السعرات الحرارية المحروقة. يعمل المشي مع وزن إضافي على تعزيز قوة العضلات، إلا أنه يجب أن يتم بحذر لتجنب الإصابات.

المشي الصاعد

يُعتبر المشي على المنحدرات أو السير على جهاز المشي بميلٍ تصاعدي خيارًا فعالًا آخر. يعمل هذا النوع من المشي على حرق سعرات حرارية إضافية ويزيد من قوة العضلات المحيطة بالساقين والجزء السفلي من الجسم.

فوائد الجري وسلبياته

بينما يُعَد الجري وسيلة فعالة للوصول إلى مستويات عالية من اللياقة البدنية وخسارة الوزن، إلا أنه قد يكون أيضًا نشاطًا عالي التأثير على الجسم. إذ يمكن أن يؤدي الجري إلى إصابات ناجمة عن تكرار الحركة، مثل الشد العضلي والتهاب الأوتار.

ولتجنب هذه الإصابات، يُنصَح العداؤون بزيادة مسافة الجري تدريجيًا والتدريب المتقاطع بتمارين مختلفة كتمارين القوة والتمدد لزيادة القوة والمرونة.

المشي خيار آمن وفعّال

إذا كنت تفضل تمرينًا منخفض التأثير، فإن المشي يُعتبر خيارًا ممتازًا يحقق العديد من الفوائد الصحية دون تعريض الجسم لخطر الإصابة.

يمكن لممارسة المشي بانتظام أن تعزز صحة القلب وتمنحك الطاقة وتخفف من التوتر. كما أنه لا يتطلب معدات معقدة أو اشتراكات في النادي الرياضي، ويمكن ممارسته في أي وقت وأي مكان، مما يجعله خيارًا متاحًا للجميع.

الخلاصة.. ماذا تختار؟

بناءً على توصيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، يُعتبر الحصول على 150 دقيقة على الأقل من التمارين المتوسطة كل أسبوع أمرًا ضروريًا لصحة الجسم.

إذا كنت مبتدئًا في ممارسة الرياضة، فإن المشي هو نقطة بداية جيدة، حيث يساعدك على بناء القوة والقدرة على التحمل.
البراعم الحمراء الحلقة 25

أما إذا كان هدفك الأساسي هو خسارة الوزن أو تحقيق نتائج سريعة، فقد يكون الجري هو الخيار الأنسب لك.

ومهما كان الخيار الذي تفضله، تأكد من استشارة الطبيب قبل البدء في أي برنامج رياضي جديد للتأكد من ملاءمته لوضعك الصحي.