التوازن بين العمل والحياة للمرأة

في خضم الانشغالات اليومية وضغوط العمل المتزايدة، تبرز حاجة ملحة لتحقيق توازن بين الحياة المهنية والشخصية. إن التحديات التي تواجهها النساء في هذا العصر الحديث تتطلب منهن مهارات استثنائية في إدارة الوقت والموارد، لضمان عدم تأثير متطلبات العمل على حياتهن الشخصية.

تشير دراسات الجمعية الأمريكية للطب النفسي إلى أن 65% من الأمريكيين يعتبرون العمل أحد أبرز مصادر الضغط النفسي في حياتهم. ورغم أن الكثير من النساء يجدن في العمل متعة وتحديًا، إلا أنهن يواجهن مجموعة من العقبات التي تتعلق بالمسؤوليات الأسرية والعلاقات الشخصية.

العمل وعلاقته بازدياد التوتر لدى المرأة

يظهر التوتر عندما تتجاوز متطلبات موقف معين قدرات الشخص على التعامل معها. وتوضح الطبيبة النفسية "جينيفر هايثورنثويت" أن الدماغ يلعب دورًا أساسيًا في إدارة التوتر، حيث ينظم استجابة الجسم لهذه الضغوط.
مجمع 75 الحلقة 169

مصادر التوتر في العمل

تتعدد العوامل التي تسهم في زيادة التوتر في بيئة العمل، ومن أبرزها:

التوازن بين العمل والحياة

تعمل النساء اليوم لساعات أطول من أي وقت مضى، مما يقلل من الوقت المتاح لالتزاماتهن الشخصية. وفي ذات الوقت، يتحملن أعباء رعاية الأطفال والمنزل، مما يزيد من شعورهن بالضغط.

العلاقات في العمل

تشير "جينيفر هايثورنثويت" إلى أن عدم مرونة بيئات العمل يمثل ضغطًا كبيرًا على النساء. فالكثير منهن يرغبن في العمل عن بُعد أو الالتزام بساعات غير تقليدية، لكن العديد من أصحاب العمل لا يزالون يقاومون هذه الترتيبات. بالإضافة إلى ذلك، تواجه بعض النساء تحديات مثل التمييز على أساس الجنس، مما يعزز مستويات التوتر.

التكنولوجيا

أصبح استخدام الأجهزة المحمولة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. تشير "هايثورنثويت" إلى أنه رغم مغادرة بعض الأشخاص لمكتبهم في المساء، فإنهم يتحققون من بريدهم الإلكتروني في السرير، مما يجعل من الصعب على النساء فصل العمل عن وقت الراحة.

كيف تتعامل النساء مع التوتر؟

إليك بعض الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن أن تساعد النساء العاملات في إدارة التوتر:

ممارسة الرياضة

إن دمج فترات قصيرة من الحركة في يومك يعد أمرًا ضروريًا، خاصة إذا كنت تقضين معظم وقتك جالسة. لا يتطلب الأمر ممارسة تمارين مكثفة؛ حتى المشي لفترات قصيرة خلال اليوم يمكن أن يكون مفيدًا. يمكنك استخدام تطبيقات تتبع النشاط لمراقبة تقدمك.

النوم الجيد

تشدد "هايثورنثويت" على أهمية النوم في تعزيز الصحة العامة. النوم الجيد يسهم في تحسين المزاج ويساعد على مواجهة التحديات اليومية بشكل أكثر فعالية. يفضل الاستعداد للنوم قبل ساعتين من موعده بترك العمل وتجنب تناول الكافيين بعد الظهر.

البحث عن السعادة

تخصيص وقت للمتعة والفرح يعد أمرًا ضروريًا. أعطِ الأولوية للهوايات والأنشطة التي تحبينها، سواء كانت قضاء الوقت مع العائلة أو المشاركة في الأعمال المجتمعية. تقول "هايثورنثويت": وجود هدف ومعنى في حياتك هو مفتاح الرضا الوظيفي.

الدعم الاجتماعي

تعتبر شبكة الدعم الاجتماعي من العناصر الأساسية لمواجهة التوتر. ليس من المهم أن يكون لديك الكثير من الأصدقاء، ولكن يجب أن يكون لديك بعض الأشخاص الذين يعززون شعور الترابط والتجارب المشتركة. الصداقات والترابط الاجتماعي أساسيان لمواجهة الضغوط.

التوتر جزء لا يتجزأ من الحياة، لكنه ليس حتميًا. من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة، يمكن للنساء العاملات تحسين جودة حياتهن والتمتع بتوازن أفضل بين العمل والحياة. سواء كان ذلك من خلال ممارسة الرياضة، أو تحسين عادات النوم، أو البحث عن مصادر السعادة والدعم، فإن اتخاذ خطوات صغيرة يمكن أن يؤدي إلى تحسين كبير في الصحة النفسية.