-

يحيى الفخراني يرد على سلوم حداد بأناقة

(اخر تعديل 2025-10-04 17:43:27 )
بواسطة

في خطوة جريئة، خرج الفنان يحيى الفخراني عن صمته ليعبر عن رأيه في التصريحات الأخيرة للفنان السوري سلوم حداد، الذي انتقد أداء بعض الممثلين المصريين للغة العربية الفصحى. وقد جاءت ردود الفخراني في إطار حوار شيق خلال استضافته في برنامج "يحدث في مصر" مع الإعلامي شريف عامر.

أداء الفصحى: طبيعة وليس تصنّع

أكد الفخراني أن اللغة العربية الفصحى ليست عائقًا، بل هي جسر يربط بين الممثل والجمهور. وأوضح أن الأداء الفصيح إذا ما تم تقديمه بصدق وإحساس، فإنه يصبح قريبًا من قلوب الناس ومحببًا لهم. واستشهد بتجربته في مسرحية "الملك لير"، حيث أثبتت هذه التجربة أن الأداء الفصيح يمكن أن يكون ممتعًا ومفهومًا إذا تم تقديمه بإحساس حقيقي وبعيدا عن التصنع.

على الرغم من أنه لم يذكر اسم سلوم حداد بشكل مباشر، إلا أن مضمون حديثه كان ردًا واضحًا، حيث أشار إلى أن مصر قد قدمت العديد من الفنانين الذين أبدعوا في اللغة العربية الفصحى، مثل عبد الله غيث وحمدي غيث وأحمد مرعي وسناء جميل. وأكد أن التحدي لا يكمن في الجنسية أو اللهجة، بل في الإرادة والاحتراف.

أصبح من الضروري، بحسب الفخراني، إعادة إحياء اللغة العربية الفصحى في الأعمال الفنية، ليس كتكليف لغوي، بل كجزء من الهوية الثقافية التي تستحق تقديمها بأسلوب معاصر وجذاب.

مسرحية "الملك لير": توازن بين الفصاحة والفهم

خلال حديثه، أشار الفخراني إلى اختياره تقديم مسرحية "الملك لير" من خلال ترجمة الكاتبة فاطمة موسى، التي وصفها بأنها الأقدر على تحقيق التوازن بين فصاحة اللغة وجمالها وسهولة التلقي. وقد اطلع على خمس ترجمات مختلفة قبل أن يستقر على النسخة التي اختارها، والتي حافظت على روح شكسبير دون أن تعقّد النص على الجمهور.
زهور الدم الحلقة 566

وشدد على أن العائق ليس في اللغة الفصحى، بل في الطريقة التي تُقدّم بها، مؤكدًا أن الأداء التمثيلي لا يحتاج إلى استعراض لغوي، بل إلى طبيعية في الإلقاء وصدق في الإحساس. وأوضح أن اللغة العربية ليست خصمًا، بل أداة قوية إذا ما استخدمت بشكل حي ومتناسق مع السياق الدرامي.

تحضيرات "الملك لير": دعم لغوي وتدريب متواصل

وفيما يتعلق بتحضيرات عرض "الملك لير"، كشف الفخراني أن الممثلين لم يواجهوا صعوبات كبيرة في التعامل مع النص الفصيح، بفضل وجود مصححين لغويين محترفين في كواليس العمل. كما أشار إلى أن التدريب على النطق السليم وفهم المعاني كان جزءًا أساسيًا من البروفات، مما جعل اللغة تنساب على ألسنة الممثلين بسلاسة، مما أقنع الجمهور وجعله يتفاعل بشكل إيجابي دون أي نفور من الفصحى.

التزام فني في "قصص القرآن"

تطرق الفخراني أيضًا إلى تجربته في مسلسل الرسوم المتحركة "قصص القرآن"، حيث حرص خلال تسجيل الحلقات على حضور أستاذ متخصص في اللغة العربية لضمان دقة النطق ومراعاة المقامات اللغوية المناسبة لقدسية النصوص القرآنية.

وفي سياق حديثه، عبّر الفخراني عن أهمية القلق الفني الإيجابي، معتبرًا إياه ضرورة لحماية الفنان من الغرور أو الوقوع في فخ الرضا الذاتي، مؤكدًا أن أي شعور بالكمال في الأداء هو بمثابة إنذار بالخطر.