ميزة جديدة من ميتا تثير قلق المستخدمين

أعلنت شركة "ميتا" عن إطلاق ميزة جديدة تتعلق بأدوات الذكاء الاصطناعي، والتي تتيح للمستخدمين مشاركة محتوى تفاعلاتهم بشكل علني، مما أثار قلقاً واسعاً بين المهتمين بقضايا الأمن الرقمي وكذلك بين المستخدمين أنفسهم.
تحول محتوى المستخدم إلى "عام" دون إدراك كافٍ
الميزة الجديدة تسمح للمستخدمين بنشر "المطالبات" أو الاستفسارات التي يوجهونها إلى أداة "Meta AI" في تغذية عامة تُعرف بـ "Public Feed"، مما يجعلها مرئية لكل مستخدمي المنصة. ورغم أنه لا يتم النشر تلقائيًا، إلا أن آلية الاختيار قد تكون غير واضحة لبعض المستخدمين، مما قد يؤدي إلى موافقتهم على نشر محتوياتهم دون فهم كامل للعواقب المترتبة على ذلك.
التحذير الذي يظهر للمستخدمين عند النشر، والذي ينبههم بأن محتواهم سيكون علنيًا، لا يبدو كافيًا لمنع سوء الاستخدام، وفقًا لآراء الخبراء في هذا المجال.
الخصوصية: انتهاك وسلوكيات غير مسؤولة
رصدت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" العديد من الحالات التي قام فيها مستخدمون بنشر استفسارات شخصية أو محرجة عن طريق الخطأ. من بين هذه المطالبات، كانت هناك أسئلة متعلقة بامتحانات جامعية، مما أثار نقاشًا حول دور الذكاء الاصطناعي في تسهيل الغش الأكاديمي.
أيضًا، تم ملاحظة تداول محتوى غير لائق، مثل مطالبات لتوليد صور غير مناسبة أو استفسارات طبية خاصة، مع إمكانية الربط بين هذه المشاركات وحسابات المستخدمين على "إنستغرام" عبر الصور أو الأسماء.
حلم أشرف الحلقة 13
تحذيرات من خبراء أمن المعلومات
وصفت راشيل توباك، الرئيسة التنفيذية لشركة Social Proof Security، ما يحدث بأنه "خلل خطير في تجربة المستخدم"، مشيرة إلى وجود فجوة واضحة بين توقعات المستخدم من الأداة وبين الواقع الذي يواجهونه. وأكدت على أن ربط استفسارات حساسة بالهويات العلنية قد يؤدي إلى اختراق الخصوصية، وهو ما قد لا يدركه المستخدم إلا بعد فوات الأوان.
رد "ميتا": المستخدم هو المتحكم
في ردها على هذه الجدل، أوضحت شركة "ميتا" أن ميزة مشاركة المطالبات هي "اختيارية بالكامل"، وأنه لا يتم نشر أي شيء علنًا إلا بموافقة المستخدم. ومع ذلك، لم تقدم الشركة توضيحات إضافية حول آليات الحماية أو الوقاية من النشر غير المقصود.
الميزة متاحة حاليًا عبر منصات ميتا، بما في ذلك "فيسبوك"، "إنستغرام"، و"واتساب"، بالإضافة إلى نسخة مستقلة من "Meta AI" على المتصفح في المملكة المتحدة.
بين التقدم التقني والقلق الأخلاقي
مع استمرار توسع أدوات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، تظهر تساؤلات ملحة حول كيفية موازنة التقدم التكنولوجي مع حماية خصوصية الأفراد. يبقى الرهان الأهم على وعي المستخدم أولاً، ثم على الشركات لضمان شفافية أكبر وتجارب استخدام لا تفاجئ المستخدمين بنتائج لم يطلبوها.