-

مبادرة يابانية جديدة للحد من استخدام الشاشات

مبادرة يابانية جديدة للحد من استخدام الشاشات
(اخر تعديل 2025-09-24 00:19:31 )
بواسطة

في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في اليابان، أصدرت مدينة تويوآكي، الواقعة في محافظة آيتشي وسط البلاد، مرسومًا غير ملزم يقترح على مواطنيها تقليل استخدام الشاشات الرقمية إلى ساعتين يوميًا فقط خارج أوقات العمل والمدرسة. سيدخل هذا المرسوم حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية.

هدف اليابان من المبادرة.. حماية النوم والتواصل الأسري

طفلة يابانية تستخدم الهاتف ليلا - تعبيرية

على الرغم من اعتراف المجلس البلدي بأن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إلا أنهم نبّهوا إلى المخاطر الصحية والاجتماعية الناتجة عن الإفراط في استخدامها، خصوصًا بين الأطفال والمراهقين. لقد تم الإشارة إلى أن الاستخدام المفرط، خاصة مشاهدة الفيديوهات لفترات طويلة، يرتبط باضطرابات النوم وتراجع التفاعل الأسري، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية.

اليابان.. قيود زمنية للأطفال والمراهقين

يتضمن التوجيه الجديد ساعات محددة لاستخدام الأجهزة بحسب الفئة العمرية:
ليلى الحلقة 41

  • أطفال المرحلة الابتدائية: يجب عليهم التوقف عن استخدام الهواتف الذكية بعد الساعة 9 مساءً.
  • طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية: عليهم التوقف عن الاستخدام بحلول الساعة 10 مساءً.

ويؤكد المرسوم على أهمية الراحة والنوم الكافي كعامل أساسي في التطور الجسدي والنفسي لجميع من هم دون سن 18 عامًا.

دور الأسرة والتوعية المجتمعية

شجعت المبادرة الجديدة أولياء الأمور على وضع قواعد واضحة في المنزل لتنظيم استخدام الأجهزة الإلكترونية. كما تم الإعلان عن تأسيس نظام استشاري يتيح للأسر طلب المساعدة والنصائح حول كيفية إدارة وقت الشاشات.

أضرار السهر على الشاشات.. دراسات وتحذيرات

تدعم هذه المبادرة سلسلة من الدراسات التي تربط بين فرط استخدام الشاشات وقلة النوم، مما يؤثر سلبًا على الوظائف الإدراكية، والحالة المزاجية، ويضعف جهاز المناعة، كما يزيد من مخاطر الإصابة بالسمنة. تشير أبحاث أخرى إلى أن التقليل الطوعي لاستخدام الهواتف الذكية، خاصة تصفح الإنترنت، يمكن أن يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية وزيادة التركيز العام.

وفي دراسة حديثة أجريت في عام 2025، أبلغ العديد من المشاركين عن شعور بالسعادة والصفاء الذهني بعد نجاحهم في تقليل وقت استخدام هواتفهم، على الرغم من التحديات التي واجهتهم في البداية.

توجه عالمي.. اليابان ليست وحدها

تأتي هذه المبادرة اليابانية في سياق اهتمام عالمي متزايد للحد من الاعتماد المفرط على التكنولوجيا. ففي عام 2024، أصدرت إنجلترا توجيهات تطالب المدارس بتقييد أو حظر استخدام الهواتف المحمولة، لتحسين السلوك داخل الفصول الدراسية، حيث منحت المدارس حرية تنفيذ الحظر الكامل أو الاكتفاء بجمع الأجهزة مع بداية اليوم الدراسي.

خطوة أولى نحو سياسة وطنية

يرى مسؤولون محليون في تويوآكي أن هذا المرسوم قد يشكل نموذجًا يُحتذى به على مستوى اليابان. وقد أبدوا تفاؤلهم بشأن إمكانية اعتماده لاحقًا ضمن سياسات وطنية، إذا أثبت نجاحه في تقليل الآثار السلبية لاستخدام الشاشات.