بطاقة بريدية نادرة من تيتانيك تباع بمبلغ ضخم

في حدث مثير للاهتمام، تم بيع بطاقة بريدية نادرة كُتبت على متن السفينة الأسطورية تيتانيك، قبل أيام قليلة من غرقها، في مزاد علني نظمته دار هنري ألدريدج وأبناؤه في ويلتشير، إنجلترا. وقد حققت البطاقة مبلغاً مذهلاً قدره 300 ألف جنيه إسترليني، ما يعادل حوالي 399 ألف دولار أمريكي، لتفوق بذلك التقديرات الأولية التي لم تتجاوز 60 ألف جنيه.
أرشيبالد جرايسي: إنها سفينة رائعة
كُتبت الرسالة في 10 أبريل/نيسان 1912، على يد أرشيبالد جرايسي، أحد ركاب الدرجة الأولى وأبرز الناجين من كارثة تيتانيك، حيث وجّهها إلى عم البائع. وجاء في الرسالة: "إنها سفينة رائعة، لكنني سأنتظر نهاية رحلتي قبل أن أحكم عليها".
تحولت هذه الرسالة، وفقاً لما تداولته وسائل الإعلام العالمية، إلى شهادة نادرة وذات قيمة تاريخية كبيرة، خاصة أنها تُعد الوثيقة الوحيدة المعروفة التي كتبها جرايسي أثناء وجوده على متن السفينة المنكوبة.
ووصف أندرو ألدريدج، ممثل دار المزادات، البطاقة بأنها "قطعة فنية استثنائية تُعرض في المتاحف"، مُشيرًا إلى أن الرسالة تجسد لحظة إنسانية فريدة قبل ساعات من إحدى أعظم الكوارث البحرية في التاريخ.
من الناجي إلى الراوي
كان أرشيبالد جرايسي من بين القلائل الذين نجوا من غرق تيتانيك، حيث قفز في البحر وتمكن من الصعود إلى قارب نجاة مطاطي، ثم نُقل إلى سفينة الإنقاذ "آر إم إس كارباثيا". وبعد عودته إلى نيويورك، ألّف كتابًا بعنوان "الحقيقة حول تيتانيك"، والذي يُعتبر من أكثر الشهادات تفصيلًا حول الأحداث المأساوية التي وقعت في تلك الليلة المشؤومة.
حياة قصيرة بعد النجاة
صعد جرايسي إلى تيتانيك من ميناء ساوثهامبتون وتم تعيينه في مقصورة الدرجة الأولى C51. وعلى الرغم من نجاته من الغرق، إلا أنه لم يتعافَ تمامًا من انخفاض حرارة الجسم الذي أصابه خلال الساعات القاتلة. للأسف، توفي لاحقًا في نهاية عام 1912 نتيجة مضاعفات مرض السكري.
محمد الفاتح مترجم الحلقة 26