ثورة في دراسة الأحلام: قاعدة بيانات DREAM
في إنجاز علمي غير مسبوق، تمكن اتحاد دولي من الباحثين من إنشاء أكبر قاعدة بيانات في التاريخ تسلط الضوء على دراسة الأحلام. هذه القاعدة تجمع بين تسجيلات نشاط الدماغ خلال مراحل النوم المختلفة، مع تقارير مفصلة من المشاركين حول تجاربهم الحلمية، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهم هذا العالم الغامض والمعقد.
بارينيتي الحلقة 85
اكتشاف علمي يغيّر فهمنا للأحلام: الدماغ يستيقظ جزئياً أثناء النوم
لطالما كان يُعتقد أن الأحلام تحدث فقط أثناء مرحلة حركة العين السريعة (REM)، وهي الفترة التي يكون فيها الدماغ في ذروته من النشاط، وتتحرك العينان بشكل مستمر. ومع ذلك، جاءت نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications، لتقلب هذا الفهم رأساً على عقب. فقد أظهرت الأبحاث أن الأحلام قد تنشأ أيضاً خلال مرحلة النوم الأعمق والأكثر هدوءاً المعروفة بـ NREM، بل إن النشاط الكهربائي في الدماغ خلال هذه المرحلة يشبه حالة اليقظة الجزئية أكثر من كونه نومًا عميقًا.
قاعدة بيانات DREAM: أكبر مشروع من نوعه في العالم
قاد هذه المبادرة مجموعة من الباحثين من مؤسسات دولية متعددة، ومن بينهم جوليو برناردي من مدرسة IMT للدراسات المتقدمة في لوكا، إيطاليا، بدعم من مؤسسة بيال البرتغالية. وقد أسفرت جهودهم عن إطلاق قاعدة DREAM (اختصاراً لـ EEG Dreaming and Thinking Database)، التي تحتوي على أكثر من 2600 حالة استيقاظ من 505 مشاركين ضمن 20 دراسة مختلفة، حيث تجمع البيانات من تخطيط كهربية الدماغ EEG وتخطيط مغناطيسية الدماغ MEG، بالإضافة إلى تقارير ذاتية متعمقة حول الأحلام.
الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الأحلام
في خطوة إضافية نحو الابتكار، استغل الباحثون خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط نشاط الدماغ قبل كل حالة استيقاظ. وبفضل هذه التحليلات المتقدمة، تمكنوا من التنبؤ بدقة بما إذا كان الشخص يحلم في تلك اللحظة، مما يمهد الطريق لتحديد نوع التجربة الحلمية وربما تحليل مضمونها دون الحاجة إلى الاعتماد على التقارير البشرية.
خطوة جديدة لفهم الوعي الإنساني
تُعتبر هذه النتائج قفزة نوعية في مجال دراسة النوم والأحلام، حيث توفر للعلماء أدوات جديدة لاستكشاف الأسس العصبية للوعي، وكيفية ارتباطها بعمليات مثل الذاكرة والتعلم والمشاعر. يأمل الباحثون أن تسهم قاعدة "DREAM" في دعم دراسات أوسع حول اضطرابات النوم مثل المشي أثناء النوم والكوابيس، وأن تساعد في تطوير مقاربات علاجية مبتكرة لمشاكل النوم.
