-

قصة مأساوية لامرأة محتجزة في مستشفى عقلي

قصة مأساوية لامرأة محتجزة في مستشفى عقلي
(اخر تعديل 2025-03-04 22:19:18 )
بواسطة

في تقرير مروع نشرته شبكة "بي بي سي"، تم تسليط الضوء على مأساة إنسانية حقيقية تعيشها امرأة مصابة بالتوحد وصعوبات التعلم، والتي تعرضت للاحتجاز بشكل غير قانوني في مستشفى للصحة العقلية في بريطانيا لمدة 45 عاماً. القصة تثير مشاعر الحزن والغضب في آن واحد، وتفتح النقاش حول حقوق الأفراد ذوي الإعاقات.

بدأت معاناة هذه السيدة، التي تعرف باسم "كاسيبا" لحماية هويتها، في سن السابعة عندما تم نقلها إلى المستشفى، ولم يُسمح لها بالخروج إلا في الآونة الأخيرة. عاشت "كاسيبا" فترة طويلة من العزلة، حيث قضت 25 عاماً في ظروف قاسية، مما ترك آثاراً نفسية وجسدية عميقة عليها.

دور الطبيبة باتسي ستايت في تحرير "كاسيبا"

خلال فترة احتجازها، عاشت "كاسيبا" في ظروف مروعة، حيث كانت تعاني من عدم القدرة على التواصل، ولم يكن لديها أي شخص يدافع عنها أو يسعى لإخراجها من هذا الواقع المرير. ولكن في عام 2013، بدأت الطبيبة النفسية باتسي ستايت في العمل على قضيتها بعد أن علمت بمعاناتها. كانت ستايت طبيبة نفسية مبتدئة، لكن شغفها وإصرارها على نضالها استمرا لمدة 9 سنوات حتى تمكنت من تحقيق الإفراج عن "كاسيبا".

أعربت ستايت عن صدمتها قائلة: "لم أرَ قط أي شخص يعيش في الوضع الذي كانت تعيش فيه". كانت هذه الكلمات تعبيراً عن واقع مأساوي عايشته "كاسيبا".

الحياة قبل الاحتجاز... هروب من سيراليون

تشير التقارير إلى أن "كاسيبا" هربت من سيراليون قبل أن تبلغ الخامسة من عمرها. عاشت فترة من حياتها في دار للأطفال، قبل أن يتم نقلها إلى المستشفى في سن السابعة. كانت تلك الفترة مليئة بالمعاناة، حيث فقدت كل وسيلة للتواصل مع عائلتها، مما جعل وضعها أكثر مأساوية عبر السنوات.
رامز إيلون مصر الحلقة 5

التقرير الذي أطلق سراحها

بعد سنوات من الجهود المستمرة، قامت ستايت بتقديم تقرير شامل مكون من 50 صفحة إلى مجلس "كامدن" المحلي في شمال لندن، الذي كان مسؤولًا عن احتجاز "كاسيبا". في هذا التقرير، تم التأكيد على أن "كاسيبا" لا تعاني من أي مرض عقلي، وأنها قادرة على العودة إلى الحياة الطبيعية في المجتمع. وبناءً على ذلك، بدأت الإجراءات اللازمة لإطلاق سراحها.

التحقيقات والاحتجاز غير القانوني

أكدت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية في تصريحاتها لـ"بي بي سي" أن احتجاز الأشخاص ذوي الإعاقات في مستشفيات الصحة العقلية هو أمر غير مقبول. وقد أضافت أنها تسعى لإجراء إصلاحات قانونية لمنع حدوث مثل هذه الحالات في المستقبل. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن أكثر من 2000 شخص مصاب بالتوحد وصعوبات التعلم لا يزالون محتجزين في مستشفيات الصحة العقلية في إنجلترا، بما في ذلك حوالي 200 طفل، في ظروف مشابهة لما عانت منه "كاسيبا".

التحقيقات والوعود الحكومية

بعد التحقيق السري الذي أجرته "بي بي سي" في عام 2011 حول إساءة معاملة الأشخاص ذوي الإعاقات في مستشفى "وينتربورن فيو" في بريستول، تعهدت الحكومة باتخاذ إجراءات لإصلاح النظام. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ هذه الوعود بشكل كافٍ في جميع المستشفيات والمؤسسات المعنية.

دعوات للعدالة والدعم

في ختام هذه القضية، قال دان سكورير، رئيس السياسات في مؤسسة "مينكاب" الخيرية: "ما زال مئات الأشخاص يعانون في المستشفيات، وكان من المفترض إطلاق سراحهم ودعمهم". هذه الكلمات تلخص الحاجة الملحة لمزيد من الوعي والدعم للأشخاص الذين يعانون من الإعاقات، لضمان حقوقهم وكرامتهم.