أحمد شوقي: أمير الشعراء وذكراه الأثيرة
يصادف اليوم ذكرى رحيل أمير الشعراء المصري، أحمد شوقي، الذي غادر عالمنا في الرابع عشر من أكتوبر عام 1932، أي منذ 92 عامًا. لقد ترك شوقي بصمة واضحة في الحياة الثقافية والفنية، حيث أثرى المكتبة الأدبية بمئات الدواوين والشعر والمسرحيات الشعرية التي لا تزال تعيش في ذاكرة الأجيال.
علاقة أحمد شوقي وأم كلثوم
كان لأحمد شوقي مكانة خاصة في قلب كوكب الشرق، أم كلثوم. فقد غنت له العديد من القصائد خلال فترة سطوع نجمها في عالم الفن، وحققا سويًا نجاحاً باهراً في العشرينيات وبداية الثلاثينيات. لكن هناك قصة مميزة تجمعهما، حيث كانت هناك قصيدة واحدة لأمير الشعراء لم تغنها أم كلثوم إلا بعد وفاته، وهي قصيدة "سَلوا كؤوسَ الطِلا".
تروي الأحداث أن أحمد شوقي دعا أم كلثوم للاحتفال بعيد ميلاد إحدى الشخصيات المعروفة. وعندما حضرت، حاول شوقي أن يقدّم لها مكافأة مالية تقديرًا لحضورها، مما أغضبها بشدة. وبعد يوم من تلك الواقعة، قرر شوقي أن يتصالح معها، فأخذ ظرفًا مغلقًا إلى منزلها. اعتقدت أم كلثوم أنه المبلغ الذي رفضته، ولكن شوقي أخبرها أنه هدية خاصة؛ قصيدة جديدة كتبها لها.
كلمات قصيدة أحمد شوقي لأم كلثوم
تتضمن كلمات القصيدة التي قدّمها شوقي لأم كلثوم:
سَلوا كؤوسَ الطِلا هل لامَسَتْ فاها، واسْتَخْبِروا الراحَ هل مَسَتْ ثناياها، باتَتْ على الرَّوضِ تَسقينى بصافيةٍ، لا للسُلافِ ولا للوَرْدِ رَيَّاها، ما ضَرَ لو جَعَلَتْ كأسي مَراشِفها، ولو سَقَتني بصافٍ من حُمَيَّاها، هَيْفاءُ كالبانِ يَلْتَفُ النَسيمُ بِها، ويُلْفِتُ الطير تحت الوَشي عِطْفاها، حَديثُها السِّحرُ إلا أنه نَغَمٌ، جَرَتْ على فَمِ داوودٍ فَغَنَّاها.
العبقري الحلقة 5