أمل حجازي: رحلة الشفاء والروحانية

في أول ظهور إعلامي لها بعد غياب دام عشرة أعوام، فتحت الفنانة اللبنانية أمل حجازي قلبها للجمهور، محدثةً عن تجارب مؤثرة في حياتها الشخصية والفنية. من بين هذه التجارب، كانت إصابتها بمرض السرطان وقرارها بارتداء الحجاب ثم خلعه لاحقًا، مؤكدةً أن هذه المحطات شكلت مفترق طرق في مسيرتها الروحية والإنسانية.
المرض في صمت
كشفت أمل حجازي عن معاناتها مع مرض السرطان قبل أكثر من عشر سنوات، حيث اختارت عدم الإعلان عن مرضها حينها، لتفادي استغلال معاناتها من قبل البعض أو تحويلها إلى مادة للتشفي. وفي حديثها مع الإعلامية نضال الأحمدية، قالت: "لم أخبر أحدًا بأنني مريضة، لأنني أعلم أن هناك من يحبني، ولكن هناك أيضًا نفوس مريضة قد تفرح بمصيبتي. الحمد لله، ربنا شفاني، وهذه أهم نعمة."
بارينيتي الحلقة 85
على الرغم من خضوعها للعلاج الكيميائي، استمرت أمل في نشاطها الفني، حيث أصدرت أعمالًا غنائية خلال تلك الفترة دون أن تُظهر أي ألم.
الحجاب.. قرار روحي لا علاقة له بالمرض
أكدت أمل أن قرارها بارتداء الحجاب لم يكن مرتبطًا بمرضها، بل جاء بعد شفائها التام، نتيجة شعور داخلي بالطمأنينة ورغبة في البحث عن معنى أعمق للحياة. وأوضحت: "لم أتحجب أثناء مرضي، بل بعد الشفاء. حتى وأنا أخضع للعلاج الكيميائي، كنت أنزل أغاني."
كما أكدت أن خلع الحجاب لاحقًا لم يكن ناتجًا عن ضغط أو تراجع، بل كان قرارًا شخصيًا نابعًا من مراجعة صادقة مع النفس.
الدين مش بالمظاهر.. ربنا طالب القلب السليم
تحدثت حجازي بشكل موسع عن تطورها الديني والفكري، مشيرة إلى أن رحلتها الروحية جعلتها تدرك أن جوهر الدين لا يكمن في المظاهر، بل في النية الصادقة والعمل الصالح. وأضافت: "ربنا ليس في الاتجاه الذي يسير فيه الكثيرون، بل هو يطالبنا بالقلب السليم ومساعدة الناس."
وأشارت إلى أن هناك تركيزًا زائدًا على الممنوعات في الخطاب الديني، في حين أن القرآن مليء برسائل الرحمة والعدل.
احترامها للمحجبات.. الراحة النفسية هي الأساس
عبرت أمل عن احترامها الكبير لكل امرأة ترتدي الحجاب عن قناعة داخلية، مشددة على أن الراحة النفسية هي ما يحدد قرارات الإنسان الروحية والدينية، وليس الخوف أو الضغط الاجتماعي. وقالت: "مع احترامي لكل المحجبات، إذا كنت مرتاحة نفسيًا في الحجاب، فارتديه، لأن من تكون نفسيتها مرتاحة، تستطيع أن تنجح وتحقق كل ما تريده في حياتها."
معرفة متأخرة بالقرآن.. وتجربة روحانية متدرجة
كشفت حجازي أن علاقتها بالدين لم تكن عميقة في السابق، بل كانت تجهل الكثير من تفاصيل القرآن الكريم. قالت: "كنت أظن أن أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك آية قرآنية، لكن تبين أنها مجرد مقولة."
ومع مرور الوقت، بدأت تتعمق في قراءة القرآن، مما غيّر نظرتها إلى الدين بالكامل، مضيفة: "كلما قرأت أكثر، رأيت الله سبحانه وتعالى بشكل مختلف عن الأشخاص الذين يركزون فقط على الممنوع ."