-

روبوت «أماندا» لعلاج الخلافات الزوجية

روبوت «أماندا» لعلاج الخلافات الزوجية
(اخر تعديل 2025-09-25 20:27:22 )
بواسطة

في عالمنا الحديث، حيث تتسارع الحياة وتزداد الضغوط النفسية، تبرز الحاجة إلى حلول مبتكرة في مجال الصحة النفسية. وقد كشفت دراسة دولية حديثة أن روبوت دردشة يُدعى «أماندا» يمكن أن يلعب دورًا فعّالًا في معالجة الخلافات الزوجية، وبطريقة قد تعادل في فعاليتها أسلوب "العلاج بالكتابة" التقليدي.
زهور الدم الحلقة 566

فاعلية روبوت «أماندا» في معالجة الخلافات الزوجية

تعتبر كتابة المشاعر والأفكار إحدى الطرق الفعالة لتقييم المشكلات الشخصية. وتقوم فكرة العلاج الذي تقدمه «أماندا» على تشجيع الأفراد على تدوين تجاربهم من منظور طرف ثالث محايد، مما يساعدهم على رؤية الأمور من زوايا جديدة ويخفف من التوتر. هذا النوع من العلاج يُستخدم بشكل واسع في الأبحاث النفسية، حيث يساهم في تحسين الصحة النفسية وتعزيز جودة العلاقات.

تجربة فاعلية روبوت «أماندا»

أجرى فريق من الباحثين تجربة سريرية شملت 258 شخصًا بالغًا يعيشون في علاقات عاطفية تواجه خلافات غير عنيفة، بهدف تقييم فاعلية روبوت الدردشة "أماندا" الذي تم تطويره باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي "ChatGPT-4o".

صُمم "أماندا" ليكون بمثابة معالج نفسي متعاطف، حيث يقوم بإجراء محادثات تفاعلية تُساعد المستخدمين على التعبير عن مشاعرهم وفهم خلافاتهم مع شركائهم بشكل أعمق. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى ضمت 130 شخصًا أجروا 20 محادثة على الأقل مع "أماندا"، والثانية 128 شخصًا استخدموا تقنية العلاج بالكتابة.

نتائج الدراسة

تم تقييم حالة المشاركين في كل من المجموعتين قبل وبعد التدخل، وبعد أسبوعين. ووجدت النتائج أن كلا المجموعتين أظهرت تحسنًا ملحوظًا في ثلاثة مجالات رئيسية: فهم أعمق للمشكلة، وزيادة في رضاهم عن العلاقة، وتحسن في الصحة النفسية العامة. واستمر هذا التحسن حتى بعد أسبوعين، مما يدل على عدم وجود فروق كبيرة بين الطريقتين.

وجهات نظر الباحثين

أشار الباحثون إلى أن النتائج تُظهر إمكانية تقديم الذكاء الاصطناعي لدعم عاطفي حقيقي للأزواج. وقد حصل "أماندا" على تقييمات إيجابية من المشاركين، سواء من حيث التعاطف أو سهولة الاستخدام، وهي صفات تُعتبر غالبًا خاصة بالمعالجين البشر. هذا يشير إلى تقبل الناس لفكرة التحدث مع الذكاء الاصطناعي حول موضوعات حساسة.

قالت الدكتورة لورا فاولز، الباحثة الرئيسية من جامعة لوزان، إن النتائج تشير إلى أن جلسة واحدة فقط مع "أماندا" يمكن أن تُحسن بشكل ملحوظ رضا الأفراد عن علاقاتهم وتعزز التواصل بينهم. هذه النتائج تمثل خطوة هامة نحو توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في تقديم الدعم النفسي على نطاق واسع.

أضافت الدكتورة فاولز أنه من المهم أن تركز الدراسات المستقبلية على مدى فاعلية هذه الأدوات في جلسات متعددة، خاصة مع الفئات التي تعاني من اضطرابات نفسية أو علاقات معقدة تتطلب دعمًا متخصصًا.