لقاء غير متوقع يغير الحياة

روت الكاتبة المبدعة هند عبدالله، مؤلفة مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو"، عن واحدة من أبرز اللحظات التي غيّرت مسار حياتها. خلال استضافتها في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا"، كشفت هند عن لقائها المفاجئ بطليقها بعد سنوات طويلة من الانفصال. كانت تلك اللحظة بمثابة تجربة عميقة تحمل في طياتها مشاعر مختلطة من الوجع والشفاء.

الماضي ما بقاش مسيطر علي

في تلك اللحظة، كان اللقاء قد وقع صدفة في أحد المراكز التجارية أثناء رحلة سياحية، مما جعلها تعيد النظر في الكثير من الأمور. لم تتعرف عليه في البداية، ولكن صديقتها نبهتها إلى هويته. تقول هند: "عيني جات في عينه وماعرفتوش... لما ركزت عرفت إنه هو، لكنه اختفى من قدامي فجأة... وساعتها حسيت إن دي لحظة انتصار حقيقية... لأن الماضي ما بقاش مسيطر عليّ."

الإلهام وراء الكتابة

هذا الحدث شكل شرارة داخلية دفعت هند للتفكير في علاقاتها وتجاربها، لكنه لم يكن المحرك الوحيد لمسلسلها الجديد. حيث توضح أن المسلسل لا يتناول قصتها الشخصية فقط، بل يتطرق إلى قضايا أوسع تهم حياة العديد من النساء، مثل التحرش، العلاقات المؤذية، والخذلان من الأشخاص المقربين.

استلهمت هند الكثير من تفاصيل العمل من قصص واقعية، حيث تروي حكاية فتاة اكتشفت أن خطيبها، الذي يبدو متحفظًا تجاه التحرش، هو في الحقيقة متورط فيه سرًا. هذه الصدمة كانت كافية لهدم ثقتها بالعلاقات والناس.

دور الأب في التربية

من أبرز الأفكار التي تناولها المسلسل، كما تقول الكاتبة، هو تأثير العلاقة بين الأب وأبنائه، وخاصة البنات، في تشكيل الشخصية منذ الصغر. حيث تأثرت هند كثيرًا بشهادات الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي حول غياب دور الأب أو حضوره السلبي في حياتهن. وهذا ما دفعها لتضمين هذه الزاوية الحساسة في العمل.
الزوجة الأخرى الحلقة 37

تقول: "اللي بيحصل في الطفولة مش بيروح... بالعكس، بيبان قوي لما الأولاد يكبروا، وساعات بيطلعوا مشوّهين نفسيًّا، من غير ما الأب ياخد باله."

حياة شخصية مليئة بالتجارب

تحدثت الكاتبة أيضًا عن تجاربها الشخصية، مشيرة إلى نشأتها غير التقليدية، حيث فقدت والدتها لحظة ولادتها، مما جعلها تعيش في ثلاث بيوت مختلفة تحت رعاية ثلاث سيدات: شقيقتها الكبرى، خالتها، وزوجة والدها. تضيف بابتسامة ممزوجة بالعرفان: "اتربيت على 3 ثقافات... وكان عندي 3 أمهات بيحبوني، و3 أعياد ميلاد... مكنتش لوحدي أبدًا، رغم إني فقدت أمي، لكن ربنا عوضني بحب مضاعف."

أصعب مشاهد المسلسل

اختتمت هند حديثها بالحديث عن كواليس الكتابة، حيث كشفت أن أكثر المشاهد التي أثرت فيها نفسيًّا كان مشهد البطلة في العيادة، إذ تنهار من البكاء في لحظة ضعف مؤلمة. تقول هند: "ده كان أكتر مشهد صدقته؛ لأن فيه كتير من مشاعر البنات اللي شفتهم واتكلمت معاهم... وكنت حريصة إن الناس تحس الوجع ده وتفهمه مش تتعاطف معاه بس."