-

تحولات الدراما العربية: الأعمال القصيرة

تحولات الدراما العربية: الأعمال القصيرة
(اخر تعديل 2025-09-10 21:43:32 )
بواسطة

تشهد الساحة الدرامية في مصر والوطن العربي فترة من التحول الجذري، حيث يلاحظ الجميع تزايد إقبال المنتجين على تقديم مسلسلات قصيرة لا تتجاوز 10 أو 15 حلقة. هذه الخطوة تمثل كسرًا واضحًا للنمط التقليدي الذي كان يتمثل في 30 حلقة، والذي ارتبط لسنوات طويلة بالموسم الرمضاني.

لم يعد هذا الاتجاه مجرد تجربة عابرة، بل أصبح واقعًا يعكس نفسه بشدة على خريطة العرض سواء على المنصات الرقمية أو شاشات التلفزيون.

أبرز الأعمال القصيرة

مسلسل أشغال شقة
مسلسل أشغال شقة المصدر: مواقع التواصل

مع بداية عام 2025، أصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحًا، حيث تصدرت الأعمال القصيرة المشهد الرمضاني، ونجحت في جذب جمهور واسع. فقد قدمت الدراما المصرية مجموعة من الأعمال البارزة، من بينها “أشغال شقة جدًا” الذي تألق فيه هشام ماجد وأسماء جلال، و“الغاوي” الذي شهد عودة أحمد مكي إلى الدراما الرمضانية، و“إخواتي” الذي جمع النجمات نيللي كريم وروبي. كما عادت من خلال “شهادة معاملة أطفال” النجم محمد هنيدي إلى شاشة الدراما بعد غياب، وكل هذه الأعمال قدمت في 15 حلقة وحققت متابعة كبيرة.

ولم يقتصر الأمر على هذه الأعمال فقط، بل انضمت إليها مسلسلات أخرى مثل “الكابتن” الذي شارك فيه أكرم حسني في 15 حلقة، بالإضافة إلى الجزء الثاني من “أشغال شقة جدًا” و“جودر” و“الغاوي” و“شهادة معاملة أطفال” وأخيرًا حكايات "ما تراه ليس كما يبدو". هذا يعكس توجهًا واضحًا نحو التأكيد على أهمية الصيغة القصيرة التي أثبتت قدرتها على المنافسة وتحقيق النجاح الجماهيري والنقدي في آن واحد.

تحليل طارق الشناوي

طارق الشناوي
طارق الشناوي المصدر: مواقع التواصل

الناقد الفني طارق الشناوي أكد أن المسلسلات ذات الـ 15 أو 10 حلقات لم تعد مجرد استثناء، بل أصبحت تسيطر على جزء كبير من المشهد الرمضاني وخارجه. وأشار إلى أن هذه الأعمال في طريقها لتصبح القاعدة الجديدة بدلاً من الأعمال ذات الـ 30 حلقة، مضيفًا أن العديد من الجرائم الفنية ارتكبت تحت هذا الرقم.

وأضاف الشناوي أن الفضل في هذا التحول يعود إلى انتشار المنصات الرقمية التي كسرت القاعدة التسويقية القديمة، حيث كان الجميع يستفيد من زيادة عدد الحلقات، بدءًا من المنتجين والكتاب والمخرجين وصولًا إلى الممثلين، حيث أن تضخيم عدد الحلقات كان يعني بالضرورة زيادة الأجور وتخفيض تكاليف الإنتاج.
غرفة لشخصين الحلقة 9

واستطرد الشناوي قائلاً: «ظهور المنصات واتباعها أسلوبًا علميًا في الإنتاج أعاد الاعتبار للفكرة الدرامية، التي باتت هي الحاكمة لعدد الحلقات، بعيدًا عن المط والتطويل. نحن نشاهد الآن أعمالًا تتكون من 8 حلقات أو 9 أو 12 أو 15 حلقة فقط، مما أنقذ الدراما من دوامة التمديد المصطنع». كما أكد أن المتلقي العربي أصبح أكثر وعيًا، ويستطيع التمييز بين العمل الجيد والرديء، معبرًا عن رأيه بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.