-

التوحد وطيف التوحد: الفروق الأساسية

التوحد وطيف التوحد: الفروق الأساسية
(اخر تعديل 2025-02-18 11:36:14 )
بواسطة

يعتبر التوحد وطيف التوحد من المفاهيم الهامة التي تحتاج إلى فهم دقيق، نظرًا لتشابه الأعراض بينهما. إلا أن هناك فرقًا جوهريًا يؤثر بشكل كبير على كيفية التعامل مع الطفل المصاب، سواء في المنزل أو المدرسة أو خلال الجلسات العلاجية. لذا، في هذا المقال، سنناقش هذه الفروق بشكل ضافٍ، لنساعدكِ على فهم الحالة بشكل أفضل.

الفرق بين "التوحد" و"طيف التوحد"

قد يختلط على البعض مفهوم التوحد مع طيف التوحد، لكن من المهم التفريق بينهما. التوحد يُعتبر اضطرابًا نمائيًا عصبيًا محددًا، بينما طيف التوحد يشمل مجموعة واسعة من الأعراض والدرجات التي تتراوح بين التوحد الشديد والأشكال الخفيفة التي قد لا تؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي.

تعريف التوحد

التوحد هو اضطراب يظهر عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، ويؤثر بشكل رئيسي على التفاعل الاجتماعي والتواصل، بالإضافة إلى السلوكيات النمطية. تظهر أعراض التوحد عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل، ويتم تشخيصه بناءً على معايير صارمة تتعلق بضعف التواصل الاجتماعي وتأخر اللغة.

تعريف طيف التوحد

طيف التوحد هو مفهوم أوسع يشمل حالات تتراوح من التوحد الشديد إلى الأشكال الخفيفة. يُظهر الأشخاص ضمن هذا الطيف مهارات لغوية واجتماعية مختلفة، مع تفاوت في شدة الأعراض.

أهم الاختلافات بين التوحد وطيف التوحد

النطاق: التوحد هو تشخيص محدد، بينما طيف التوحد يشمل جميع الاضطرابات ذات الصلة بدرجات متفاوتة.

شدة الأعراض: الأعراض في حالات التوحد التقليدي تكون أكثر وضوحًا وتأثيرًا على الحياة اليومية، بينما تكون الأعراض في الطيف أخف أو غير ظاهرة بوضوح.

التفاعل الاجتماعي: الأطفال المصابون بالتوحد يواجهون صعوبات كبيرة في تكوين علاقات اجتماعية، بينما الأشخاص في الطيف قد يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل مع الآخرين.
المتوحش 2 مدبلج الحلقة 256

التواصل: في التوحد التقليدي، هناك تأخر في اكتساب اللغة، بينما في الطيف قد تكون المهارات اللغوية طبيعية أو متقدمة.

السلوكيات المتكررة: يظهر الأشخاص المصابون بالتوحد أنماطًا سلوكية صارمة، بينما في الطيف قد تكون السلوكيات أقل حدة.

العلامات الثلاثون للتوحد

تشخيص التوحد يعتمد على مجموعة من الأعراض السلوكية والتطورية التي تختلف في شدتها من طفل لآخر. وضعت المعايير التشخيصية وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، حيث يعد طيف التوحد حالة ذات نطاق واسع تتدرج من البسيطة إلى الشديدة.

تنقسم الأعراض إلى ثلاث فئات رئيسة:

  • اضطرابات التفاعل الاجتماعي
  • اضطرابات التواصل اللفظي وغير اللفظي
  • السلوكيات المتكررة والحساسية الحسية

اضطرابات التفاعل الاجتماعي (10 علامات)

  • ضعف في القدرة على التفاعل مع الآخرين
  • قلة استخدام تعابير الوجه في أثناء التواصل
  • صعوبة في فهم مشاعر الآخرين
  • عدم الاستجابة لمناداة اسمه
  • تجنب التواصل البصري المباشر
  • عدم مشاركة الاهتمامات مع الآخرين
  • صعوبة في تكوين الصداقات
  • تفضيل اللعب بمفرده
  • عدم تقليد حركات الآخرين أو تعابيرهم
  • عدم القدرة على فهم الإشارات الاجتماعية مثل لغة الجسد

اضطرابات التواصل اللفظي وغير اللفظي (10 علامات)

  • تأخر في النطق أو عدم النطق نهائيًا
  • استخدام لغة غير نمطية مثل تكرار الكلمات أو العبارات
  • صعوبة في بدء أو إكمال المحادثات
  • استخدام نبرة صوت غير معتادة
  • التحدث بطريقة رسمية جدًا وغير مناسبة لعمره
  • عدم القدرة على فهم الدعابات أو التلميحات
  • صعوبة في استخدام الضمائر
  • استخدام لغة جسدية محدودة
  • الميل إلى الحديث عن مواضيع محددة بشكل مكثف
  • الارتباك عند سماع تعليمات طويلة أو معقدة

السلوكيات المتكررة والحساسية الحسية (10 علامات)

  • تكرار الحركات نفسها مثل رفرفة اليدين
  • التعلق الشديد بروتين محدد وصعوبة التأقلم مع التغييرات
  • تحسس زائد أو نقص في الاستجابة للمؤثرات الحسية
  • الاهتمام الزائد بتفاصيل صغيرة وإهمال الصورة الكاملة
  • استخدام الألعاب بطرق غير اعتيادية
  • هوس بموضوع معين دون الاهتمام بغيره
  • ترتيب الأشياء بطريقة معينة والإصرار على عدم تغييرها
  • ردود فعل غير متوقعة عند اللمس
  • قضاء وقت طويل في النظر إلى الأضواء
  • صعوبة في التكيف مع البيئات الجديدة

كيفية تحديد درجة التوحد بناءً على الأعراض

تقييم درجة التوحد يعتمد على الأعراض الظاهرة، وهنا توضيح لكيفية التقييم:

التوحد البسيط (الدرجة الأولى - يحتاج إلى دعم بسيط)

  • يعاني بعض الصعوبات الاجتماعية، لكنه قادر على التواصل عند الحاجة.
  • يعاني سلوكيات متكررة، لكنها لا تعيق حياته اليومية بشكل كبير.
  • يمكنه التفاعل مع الآخرين، لكنه يفضل العزلة في بعض الأحيان.

التوحد المتوسط (الدرجة الثانية - يحتاج إلى دعم متوسط)

  • يواجه صعوبة ملحوظة في التفاعل الاجتماعي والتواصل.
  • لديه سلوكيات متكررة واضحة تؤثر في قدرته على التكيف.
  • يجد صعوبة في فهم المشاعر أو التعامل مع التغيرات.

التوحد الشديد (الدرجة الثالثة - يحتاج إلى دعم مكثف)

  • صعوبات حادة في التواصل اللفظي وغير اللفظي.
  • سلوكيات متكررة شديدة قد تشمل إيذاء النفس.
  • حساسية حسية مفرطة تعيق أداء المهام اليومية.

متى يقال إن الطفل مصاب بالتوحد؟

يتم تشخيص الطفل بالتوحد عندما يظهر لديه عدد كبير من الأعراض (غالبًا أكثر من 20 علامة)، وتكون شدتها مرتفعة بحيث تؤثر بشكل واضح على قدرته على التواصل والتفاعل الاجتماعي.

متى يقال إن الطفل مصاب بطيف التوحد؟

إذا أظهر الطفل بعض أعراض التوحد، ولكن ليس كلها (عادةً بين 5 إلى 20 عرضًا)، وتكون شدتها متفاوتة، يندرج التشخيص تحت "طيف التوحد".

كيف يتم التمييز بين درجات التوحد ضمن الطيف؟

يعتمد ذلك على:

عدد الأعراض

كلما زاد عدد الأعراض، ارتفعت شدة الحالة.

مدى تأثيرها على الحياة اليومية

إذا كان الطفل بحاجة إلى دعم مستمر في جميع نواحي الحياة، يكون التشخيص أقرب إلى التوحد.

قدرة الطفل على التفاعل والتواصل

كلما كان الطفل قادرًا على تطوير مهارات لغوية واجتماعية، كان أقرب إلى الطيف.

متى يجب استشارة المختصين؟

إذا لاحظتِ وجود عدد من هذه الأعراض لدى طفلكِ، فمن الأفضل استشارة مختص في النمو أو أخصائي نفسي، لإجراء التقييم المناسب ووضع خطة علاجية تتناسب مع احتياجاته.

التشخيص المبكر والتدخل العلاجي يمكن أن يساعد الطفل على تطوير مهاراته وتحسين جودة حياته بشكل كبير.

بالرغم من أن التوحد وطيف التوحد يشتركان في العديد من الجوانب، إلا أن الفرق بينهما يكمن في نطاق وشدة الأعراض. من المهم أن يكون الوالدان والمعلمون والأطباء على دراية بهذه الفروق لفهم احتياجات الأفراد المصابين وتقديم الدعم المناسب لهم.