-

التوحد والصرع: العلاقة والتحديات

التوحد والصرع: العلاقة والتحديات
(اخر تعديل 2025-09-24 07:19:30 )
بواسطة

يعتبر التوحد والصرع من الحالات الشائعة التي قد تظهر معًا عند بعض الأطفال والبالغين، مما يجعل إدارة هذه الحالات أكثر تعقيدًا. تشير الأبحاث العلمية إلى أن نسبة كبيرة من الأفراد المصابين بالتوحد يعانون أيضًا من نوبات صرعية. هذه العلاقة ليست مجرد صدفة بل تنبع من جذور جينية وبيولوجية تؤثر على الدماغ، وفهم هذه العلاقة يمكن أن يساعد الأطباء وأولياء الأمور في التشخيص المبكر وتقديم العلاج المناسب.

كم تبلغ نسبة انتشار الصرع بين المصابين بالتوحد؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن نسبة انتشار الصرع بين الأشخاص المصابين بالتوحد تتراوح ما بين 10% و30%، وفي بعض الحالات قد تصل النسبة إلى حوالي 38% وفقًا لموقع WebMD. تتأثر هذه النسبة بعوامل مختلفة مثل عمر المريض، مستوى الذكاء، ووجود متلازمات جينية مرافقة.

يعتبر اجتماع التوحد والصرع أمرًا شائعًا نسبيًا، حيث يُصاب حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص من مرضى التوحد بنوبات صرعية. هذا الانتشار المرتفع يعكس وجود رابط بيولوجي وجيني مشترك بين الحالتين، مما يبرز أهمية التشخيص المبكر للنوبات لدى الأطفال المصابين بالتوحد كخطوة حاسمة لضمان العلاج المناسب.

لماذا يزداد خطر الصرع عند مرضى التوحد؟

ترتبط كل من حالات التوحد والصرع بعدة آليات بيولوجية مشتركة تفسر زيادة خطر النوبات لدى المصابين بالتوحد. من بين هذه الآليات:

  • الطفرات الجينية: تشير الدراسات إلى أن جينات معينة مثل SCN2A، التي تلعب دورًا في تنظيم القنوات العصبية، تساهم في ظهور كل من التوحد والصرع معًا.
  • اختلال التوازن العصبي: قد يؤدي زيادة النشاط الكهربائي في الدماغ أو ضعف التثبيط العصبي إلى ظهور النوبات واضطرابات التواصل لدى المرضى.
  • المتلازمات الجينية: تظهر بعض المتلازمات المعروفة مثل التصلب الحدبي (TSC) ومتلازمة Rett أعراض التوحد والصرع بشكل بارز ومتزامن.

ما العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بالصرع لدى مَن يعاني من التوحد؟

توجد عدة عوامل تجعل الأطفال المصابين بالتوحد أكثر عرضة للإصابة بالصرع، منها:
ليلى مدبلج الحلقة 201

  • انخفاض مستوى الذكاء أو وجود إعاقة ذهنية.
  • تاريخ عائلي مع الصرع أو الاضطرابات العصبية.
  • وجود متلازمات جينية مرافقة مثل Fragile X أو TSC.
  • بداية مبكرة للتوحد مع ظهور أعراض عصبية أخرى.

كيف يؤثر الصرع على الأطفال المصابين بالتوحد؟

وجود الصرع لدى طفل مصاب بالتوحد قد يُعقد حالته بشكل أكبر، حيث قد يؤدي إلى:

  • تأثير سلبي على الذاكرة والانتباه، مما يزيد من صعوبات التعلم.
  • خسارة مكتسبات مهارية وسلوكية سابقة في بعض الحالات.
  • زيادة صعوبة العلاج السلوكي والتعليمي بسبب النوبات المتكررة.

كيف يغير الصرع مسار تطور طفل التوحد؟

يمكن أن يؤدي الصرع إلى إبطاء التطور العقلي والسلوكي لطفل التوحد، مما يزيد من الصعوبات التعليمية والتواصلية. كلما كانت النوبات متكررة أو غير مسيطر عليها، زادت التأثيرات السلبية على تطور المهارات الاجتماعية والمعرفية، مما يتطلب تدخلًا سريعًا.

طرق اكتشاف الصرع عند الأطفال المصابين بالتوحد

يُعد تشخيص الصرع لدى الأطفال المصابين بالتوحد أمرًا معقدًا، حيث قد تشبه بعض السلوكيات النمطية في التوحد أعراض النوبات. لذلك، يعتمد الأطباء على:

  • ملاحظة الأهل لأي تغييرات مفاجئة في السلوك أو الوعي.
  • تخطيط كهرباء الدماغ (EEG) لتأكيد وجود نشاط صرعي.
  • التقييم الجيني للكشف عن الطفرات المرتبطة بالحالتين.

طرق علاج الصرع لمصابي التوحد

تستخدم الأدوية المضادة للصرع مثل levetiracetam حسب نوع النوبة، مع ضرورة مراقبة تأثيراتها السلوكية. يجب أن يترافق العلاج الدوائي مع تدخلات سلوكية وتعليمية لتحسين جودة الحياة. المتابعة الجينية والطبية تساعد في تحديد ما إذا كانت الحالة مرتبطة بمتلازمة محددة، مما يسهم في اختيار العلاج الأنسب.

تجمع الاستراتيجيات العلاجية بين الأدوية المضادة للنوبات والتدخلات السلوكية والتعليمية لتحقيق أفضل النتائج، حيث يعالج هذا الدمج النوبات من جهة ويعمل على تحسين المهارات التواصلية والسلوكية من جهة أخرى.