-

كوني صديقة لطفلك وتعزيز العلاقة

كوني صديقة لطفلك وتعزيز العلاقة
(اخر تعديل 2025-04-05 11:27:30 )
بواسطة

قد لا تكون الصداقات والروابط العاطفية مدرجة في كتب التربية أو ضمن جداول المهام اليومية، لكن من المؤكد أنها من أعظم الإنجازات التي يمكن أن تحققيها كأم. أن تكوني الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه طفلك في أوقات الشدائد، وأن تكوني صديقته المفضلة، هو أمر يتجاوز مجرد الأدوار التقليدية للأم.

إن هذه العلاقة ليست مجرد صداقة عابرة تُبنى على التساهل، بل هي رابطة عميقة تُصاغ من خلال الاستماع والاحترام المتبادل، حيث يجتمع الحنان مع الحزم، وتندمج الثقة بالتوجيه. في زمن تكتظ فيه حياة الأطفال بالمؤثرات والضغوط النفسية، تصبح الأم الصديقة هي الجسر الأكثر أمانًا الذي يعبر به الطفل نحو النضج والاستقلالية.
يوم آخر الحلقة 10

لماذا يجب أن تكوني صديقة لطفلك؟

أم وطفل

تتردد كثيرًا العبارة الشائعة "كوني أمًا لا صديقة"، وكأن الصداقة مع الأبناء تنتقص من دور الأم. لكن الواقع أكثر تعقيدًا؛ فكونك صديقة لأطفالك لا يعني التنازل عن دورك كأم، بل هو توسيع لذلك الدور. حيث تندمج العواطف مع القيم، وتنمو العلاقة لتصبح أكثر عمقًا وأمانًا.

الصداقة لا تعني المساواة، بل القرب

كونك صديقة لأطفالك لا يعني أنك تتخلين عن دورك التربوي، بل يعني أنك تقتربين من عالمهم. تفهمين اهتماماتهم، مخاوفهم، وأحلامهم. هذا القرب العاطفي يخلق مساحة آمنة تسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم بحرية، دون خوف من العقاب أو السخرية، مما يسهم في نموهم النفسي بشكل صحي.

الصديقة التي يسمعها الطفل

كم مرة سمعتِ أن الطفل لا يستجيب للتوجيهات؟ في كثير من الأحيان، يكون السبب هو غياب التواصل الحقيقي. لكن عندما تكونين صديقة، يصبح صوتك مألوفًا ومطمئنًا. لا حاجة للصراخ أو التهديد، بل يكفي التفاهم. فالصداقة تُنتج الاحترام وتفتح أبواب الحوار.

من صديقتك في الطفولة؟ وما الذي منحك إياه هذا الرابط؟

تذكري من كنتِ تشاركينها أسرارك في طفولتك. هل كانت تنصحك أم تكتفي بالاستماع؟ عندما تعيشين هذا الدور مع طفلك، تمنحينه نفس الدعم غير المشروط. ستصبحين أول من يلجأ إليه عندما يشعر بالحيرة أو الضعف، لأنه يثق أنك تفهمينه دون أحكام.

التوازن بين الصداقة والانضباط

الصداقة لا تعني غياب القواعد. بل على العكس، الطفل يحتاج إلى حدود ليشعر بالأمان. الصديقة الجيدة تفهم متى تستمع، ومتى تتدخل، ومتى تضع حدًا دون أن تجرح. هذه المهارة تُبنى بمرور الوقت، لكنها تستحق كل جهد.

نتائج طويلة الأمد لعلاقة صداقة صحية

الأطفال الذين يرتبطون بأمهاتهم بعلاقة صداقة صحية يكونون أكثر ثقة بأنفسهم، وأقل عرضة للكتمان والانطواء. كما أنهم يصبحون أكثر قدرة على بناء علاقات سوية في المستقبل، لأنهم عرفوا الحب والدعم غير المشروط منذ الصغر.

متى تفشل الصداقة مع الأبناء؟

عندما تتحول الأم إلى "رفيقة درب" دون قيود، وتتنازل عن دورها في التوجيه، قد تضعف هيبة العلاقة. الصداقة لا تعني الموافقة على كل شيء، بل دعم الطفل في تحمل مسؤولياته. وعندما تتوقفين عن قول "لا" خوفًا من خسارته، تبدأ العلاقة في الانزلاق نحو التراخي.

أن تكوني الصديقة المفضلة لطفلك لا يعني أن تذوبي في شخصيته، بل أن تكوني تلك الأم التي يحب العودة إليها، التي يستند إليها في لحظات الضعف، ويدرك أنها لن تفضحه أو تسخر منه. المرأة القادرة على الحب والتفهم، كما هي قادرة على التربية والتوجيه. تلك هي الأم التي تترك في قلب طفلها أثرًا لا يُنسى.