-

برلنتي عبد الحميد: نجمة السينما المصرية

برلنتي عبد الحميد: نجمة السينما المصرية
(اخر تعديل 2024-12-01 08:11:21 )
بواسطة

ذكرى رحيل برلنتي عبد الحميد

في الذكرى الرابعة عشرة لرحيلها، تبقى حكايتها حاضرة في أذهاننا، فهي واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية، برلنتي عبد الحميد. لقد كانت رمزًا للجمال والقوة والجرأة. بفضل موهبتها الاستثنائية وشخصيتها التي كسرَت القيود، استطاعت أن تخلق لنفسها مكانة خاصة في تاريخ الفن.

طفولة برلنتي عبد الحميد

ولدت نفيسة عبد الحميد حواس، المعروفة فنياً باسم برلنتي عبد الحميد، في 20 نوفمبر 1935 في حي السيدة زينب بالقاهرة. ورغم رحيلها في 1 ديسمبر 2010، إلا أن إرثها الفني لا يزال خالدًا ويؤثر في أجيال متعاقبة من الفنانين والجمهور.

بداية الطريق: التحول من التطريز إلى التمثيل

بدأت برلنتي حياتها بعيدًا عن عالم التمثيل، حيث حصلت على دبلوم في التطريز. لكن القدر كان يخبئ لها مسارًا مختلفًا؛ فقد أقنعها الفنان زكي طليمات بالالتحاق بقسم التمثيل في معهد الفنون المسرحية. ومن هنا، بدأت برلنتي رحلتها مع فرقة المسرح المصري الحديث، حيث تألقت في مسرحيات مثل "الصعلوك" و"قصة مدينتين".
حب زواج طلاق الحلقة 3

الخطوة الأولى في السينما: فيلم "شم النسيم"

خطت برلنتي أولى خطواتها السينمائية في عام 1952 من خلال فيلم "شم النسيم"، ولكن انطلاقتها الحقيقية كانت مع المخرج الكبير صلاح أبو سيف، الذي قدمها في دور رئيسي بفيلم "ريا وسكينة". منذ ذلك الحين، بدأت أدوارها تتوالى، حيث أظهرت قدرة فائقة على تجسيد شخصيات متنوعة تجمع بين القوة والأنوثة.

أدوار أيقونية في السينما المصرية

تميزت برلنتي بجرأتها في اختيار الأدوار، حيث تحدت التقاليد السينمائية السائدة. من أشهر أعمالها فيلم "سر طاقية الإخفاء" (1959)، حيث أدت دور المطربة والراقصة لولا. كما قدمت أدوارًا مميزة في أفلام "جواز في السر" و"العش الهادئ" و"الشياطين الثلاثة"، بالإضافة إلى شخصيات قوية في أفلام مثل "صراع في الجبل" و"المعلمة أنصار".

حياة شخصية مليئة بالجدل

تزوجت برلنتي في ستينيات القرن الماضي من المشير عبد الحكيم عامر، وزير الحربية حينها، وهو زواج أثار الكثير من الجدل. أنجبت منه ابنها الوحيد عمرو، وقد وثقت علاقتها به في كتابين: "المشير وأنا" (1993) و"الطريق إلى قدري.. إلى عامر" (2002)، حيث تناولت فيهما تفاصيل زواجها وجوانب إنسانية وسياسية من حياتها.

تخليد سيرتها في الأعمال الفنية

لم تقتصر شهرة برلنتي على حياتها، بل استمرت بعد وفاتها من خلال تجسيد شخصيتها في الدراما. أدت الفنانة غادة عبد الرازق دورها في فيلم "جمال عبد الناصر" (1999)، بينما قدّمت الفنانة درة شخصيتها في مسلسل "صديق العمر" (2014)، مما يؤكد مكانتها كرمز فني بارز في الذاكرة الشعبية.

الرحيل والإرث الفني

في الأول من ديسمبر عام 2010، غادرت برلنتي عبد الحميد عالمنا بعد إصابتها بجلطة في المخ، لتطوي صفحة حياة مليئة بالإنجازات والإثارة. مع رحيلها، فقدت السينما المصرية نجمة صنعت تاريخها بأدوار جريئة، وصوت نسائي قوي شكل ملامح عصر كامل. ولا يزال اسمها حاضرًا كأحد أعمدة الفن المصري، مؤثرًا في السينما بأعمال لا تُنسى.