بيل غيتس وثروته: قرار مثير للجدل

في تصريح جديد أثار الكثير من الجدل والاهتمام، أعلن رجل الأعمال الأمريكي ومؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، أنه ينوي ترك جزء ضئيل جدًا من ثروته الضخمة، التي تُقدّر بحوالي 78.6 مليار جنيه إسترليني (أي ما يعادل 101.2 مليار دولار أمريكي) لأبنائه. جاء هذا الإعلان خلال مقابلة إذاعية، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن فلسفته في توزيع الثروة.
تصريح بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت عن توزيع ثروته
قال غيتس، البالغ من العمر 69 عامًا، إن أبناءه الثلاثة: جينيفر (28 عامًا)، روري (25 عامًا)، وفيبي (22 عامًا)، سيحصلون معًا على أقل من 1% من صافي ثروته، ما يعادل تقريبًا 780 مليون جنيه إسترليني موزعة بينهم. ورغم أن هذا الرقم يبدو ضخمًا للعديد من الناس، إلا أنه يعتبر رمزياً عند مقارنته بإجمالي ثروة غيتس، الذي يُصنف حاليًا كواحد من أغنى أربعة أشخاص في العالم.
أسباب غيتس لرفض الميراث الكامل
خلال ظهوره في بودكاست هندي استضافه رائد الأعمال راج شاماني، أوضح غيتس أن قراره مبني على قناعة راسخة بأن الثروة يجب ألا تُعتبر إرثًا عائليًا يُنقل تلقائيًا. وأكد قائلاً:
"ثروتي ليست سلالة... لا أريد من أطفالي إدارة مايكروسوفت، ولا أريد لهم أن يعيشوا وفق امتيازات لم يحققوها بعرقهم."
يظهر غيتس رغبته في أن يعتمد أبناؤه على أنفسهم، ويبنوا مستقبلهم من خلال جهودهم الشخصية، دون الاعتماد الكلي على ما حققه والدهم. كما أشار إلى أنه لم يقصر في دعمهم من حيث التعليم، حيث أتاح لهم فرص التعلم في أفضل الجامعات وساعدهم على بناء شخصيات مستقلة وطموحة.
كما أكد غيتس أنه تحدث مع أبنائه منذ فترة طويلة حول فلسفته بشأن الميراث المحدود، وأنهم تفهموا هذا التوجه، ولا يرونه حرمانًا بل توافقًا مع القيم التي تربوا عليها.
تحويل الثروة إلى المؤسسات الخيرية
وفقًا لما أعلنه غيتس، فإن الجزء الأكبر من ثروته سيذهب إلى "مؤسسة بيل وميليندا غيتس"، وهي واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في العالم، والتي تسعى لتحسين التعليم، مكافحة الفقر، وتقديم الدعم في مجال الصحة العامة، خاصة في الدول النامية. ويعتقد غيتس أن المؤسسة تمثل الامتداد العملي لما يؤمن به، وأنه من المنطقي استخدام الثروات الضخمة لتحسين أوضاع من لم يحصلوا على نفس الفرص التي توفرت له ولعائلته.
ردود الفعل حول القرار
لاقى قرار بيل غيتس ترحيبًا في أوساط عديدة، حيث اعتُبر تعبيرًا عن التزام اجتماعي وفهم عميق لدور رأس المال في دعم الفئات الأضعف. واعتبر البعض أن هذه الخطوة تمثل نموذجًا جديدًا في تربية الأبناء لدى أصحاب الثروات الكبرى، بحيث لا يكون المال هو الضامن الوحيد للمستقبل.
بينما عبر آخرون عن تحفظهم، معتبرين أن المبلغ المخصص للأبناء لا يزال ضخمًا للغاية مقارنة بما يُتاح لمعظم الناس حول العالم. ورأى هؤلاء أن القرار قد لا يُحدث تغييرات جذرية في أنماط توزيع الثروة، بل يبقى في إطار مبادرة فردية قد لا تحمل أثرًا واضحًا في النظام المالي العالمي.
ليلى الحلقة 29