فيلم Black Phone 2: عودة القاتل بتجربة جديدة

يعود إلينا فيلم الرعب الشهير Black Phone بجزءٍ ثانٍ يحمل في طياته تطورات غير متوقعة، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول في عام 2022. لكن، بدلاً من أن يعزز الفيلم جرعة الرعب والتشويق، يقدم تجربة أقل حماسًا، تفتقر إلى القوة التي جعلت العمل الأصلي مؤثرًا، على الرغم من عودة النجم إيثان هوك إلى دوره المخيف.

قصة فيلم Black Phone 2 تكشف عن عودة القاتل

تبدأ أحداث الفيلم بعد نهاية الجزء الأول مباشرة، حيث يتمكن الصبي فين (الذي يجسد دوره ماسون ثامز) من قتل القاتل المعروف باسم The Grabber بمساعدة أرواح ضحاياه. لكن، الكابوس لم ينتهِ عند هذا الحد، إذ يعود القاتل من جديد، ولكن هذه المرة في شكل كيان خارق للطبيعة يتسلل إلى أحلام الأطفال ويطاردهم في يقظتهم.

تدور القصة في مخيم للأطفال في جبال الألب، حيث تغمر الثلوج المكان، ويحاول فين وشقيقته غوين (التي تجسد دورها مادلين ماكجرو) مواجهة الشر القديم الذي عاد ليطاردهم مرة أخرى.

أداء إيثان هوك في دور القاتل يفقد تأثيره

يجسد إيثان هوك شخصية The Grabber من جديد، ولكن هذه المرة بحضور أقل رعبًا وأقل عمقًا مما كان عليه في الجزء الأول. ورغم أن القناع الشهير لا يزال مثيرًا للخوف، إلا أن الشخصية بدت باهتة، وكأنها فقدت جوهر الشر الإنساني الذي ميّزتها سابقًا. غياب الكاريزما والسخرية السوداء جعل القاتل يبدو كنسخة باهتة من رموز الرعب القديمة مثل فريدي كروجر.

حبكة الفيلم تعاني من التشتت

سعى المخرج سكوت ديريكسون إلى إضافة بعد ديني يربط بين الإيمان والخلاص من الشر، لكن هذه الفكرة جاءت متكلفة وغير منسجمة مع روح الفيلم. كما تحولت القصة إلى مزيج غامض بين الأسطورة والوعظ، مما جعل الرعب يفقد واقعيته. الحوارات الثقيلة والإيقاع البطيء أضعفا الشعور بالتوتر الذي كان أساس نجاح الجزء الأول.
بارينيتي الحلقة 85

الإخراج البصري يقدم أجواء كئيبة

اختار ديريكسون أسلوبًا بصريًا يعتمد على الإضاءة الخافتة والملمس الحبيبي لمحاكاة أجواء الكوابيس، لكن النتيجة كانت مشاهد جميلة الشكل خالية من الروح. المؤثرات البصرية لم تنجح في خلق حالة الخوف المطلوبة، بل بدت مصطنعة ومكررة، حتى مشاهد المواجهة بين الضحايا والقاتل فقدت عنصر المفاجأة الذي يميز أفلام الرعب القوية.

شخصيات الفيلم الثانوية

يظهر عدد من الشخصيات الجديدة في المخيم، لكن دون دور فعّال في تطور القصة. أما الأخت غوين، التي كانت عنصر القوة في الجزء الأول، فقد تراجع دورها هنا وأصبح أقل تأثيرًا. العلاقة بين الأشقاء فقدت حرارتها، بينما انشغل السيناريو بإضافة تفاصيل لا تخدم الحبكة.

إيرادات Black Phone 2 تحقق بداية قوية رغم الانتقادات

على الرغم من الانتقادات الواسعة، حقق فيلم Black Phone 2 إيرادات بلغت 26.5 مليون دولار في أسبوعه الأول عالميًا. يعود هذا النجاح التجاري إلى شعبية الجزء الأول وفضول الجمهور لمعرفة مصير القصة، ولكن التوقعات تشير إلى أن الإيرادات قد تتراجع مع استمرار المراجعات السلبية.

تقييم النقاد لفيلم Black Phone 2

جاءت آراء النقاد متقاربة، حيث وصفوا الفيلم بأنه "محاولة غير مقنعة لإحياء رعب ميت". فقدت الفكرة بساطتها، والشخصيات فقدت واقعيتها، مما جعل الرعب يتحول إلى تكرار بلا روح. الفيلم تجربة عادية لا تضيف جديدًا لعالم أفلام الرعب، ويثبت أن بعض القصص يجب أن تنتهي عند الجزء الأول.

تقييم فيلم Black Phone 2

على موقع Rotten Tomatoes، حصل الفيلم على ما يلي:

نسبة النقاد: 74% بناءً على 131 مراجعة نقدية.

تقييم الجمهور: 85% استنادًا إلى أكثر من 1000 تقييم موثق من المشاهدين.